عنوان “كلمة السيد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء في حفل الافتتاح للنسخة الثالثة عشرة من برنامج ‘مصالحة’ بتاريخ 13 نونبر 2023 في السجن المحلي سلا”

عنوان “كلمة السيد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء في حفل الافتتاح للنسخة الثالثة عشرة من برنامج ‘مصالحة’ بتاريخ 13 نونبر 2023 في السجن المحلي سلا”

- ‎فيواجهة, مجتمع
IMG 20231113 WA00391
إكسبريس تيفي

 

إكسبريس تيفي/

 

بســـم الله الرحمــن الرحيـــم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين؛
السيد المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج
السيدة رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان
السيد منسق مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء
السادة الأساتذة الأفاضل؛
أبنائي النزلاء؛
يسعدني ويشرفني أن أرحب بكم جميعا في هذه الجلسة الخاصة بافتتاح النسخة الثالثة عشرة من برنامج مصالحة الخاص بفئة النزلاء المدانين بموجب قانون مكافحة الإرهاب والذي جاء استجابة لرغبتهم في إعادة تأهيلهم بما يمكنهم من إعادة الاندماج في المجتمع بعد الإفراج.
الحضور الكريم إن النسخة الحالية التي نعلن عن انطلاقتها اليوم، تأتي في سياق خاص مرتبط “بإحداث مركز مصالحة” الذي تم الإعلان عنه بموجب اتفاقية شراكة الموقعة بتاريخ 02 نونبر 2023، وذلك تنفيذا للتعليمات الملكية السامية لمولانا جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ورعاه. حيث يعتبر هذا المركز تتويجا للبرنامج التأهيلي مصالحة الذي دام لمدة 07 سنوات، ورسملة لهذه التجربة الرائدة وإضفاء المزيد من الفعالية على الشراكة المؤسساتية القائمة بين القطاعات المعنية للمساهمة في إنجاح واستمرارية هذا البرنامج الفريد.
وتجدر الإشارة أن هذا المركز -بالإضافة إلى ما سبق ذكره- يهدف إلى المساهمة في استكمال الجهود المبذولة في إطار الاستراتيجية الوطنية لمحاربة الإرهاب والتطرف وتعميق التجربة التي راكمتها المملكة المغربية في هذا المجال، وصياغة برامج خاصة بالوقاية من مخاطر السقوط في التطرف العنيف، وإحداث نظام لليقظة واتخاذ التدابير الممكنة لحماية المحيط الأسري المباشر من خطر تبني الأفكار المتطرفة، بالإضافة إلى تنظيم دورات تكوينية وندوات ولقاءات علمية وإعداد والنشر الدراسات والأبحاث العلمية والمساهمة والمشاركة في الندوات واللقاءات والمؤتمرات ذات صلة بأهداف المركز.
حضرات السيدة والسادة الأفاضل.
إن إحداث مركز مصالحة مبعثه الاقتناع بالدور الفعال الذي سيلعبه في مكافحة التطرف العنيف وأيضا تأهيل نزلاء المؤسسات السجنية وتأهيلهم بما يجعلهم يتخلون عن أفكارهم وتوجهاتهم المتطرفة وينبذون العنف ويسلكون مسلك الوسطية والاعتدال.
كما أنه ليس من شك في أن الاستمرار في تنفيذ برنامج مصالحة والرفع من عدد المستفيدين منه سنويا مرده بالأساس الى نجاح البرنامج وتحقيقه للأهداف المرجوة منه. حيث تم تنظيم 12 دورة من البرنامج منذ انطلاقه سنة 2017، شارك فيه 279 نزيلا، ينضاف إليهم 22 نزيلا المشاركين في هذه الدورة 13، وبه يصل عدد المشاركين 301. وفي إطار مقاربة النوع استفادت 12 نزيلة من البرنامج وأفرج عنهن جميعهن، وتم بتاريخ 07 يوليوز 2023 إعلان سجون خالية من النساء المتابعات بموجب قانون مكافحة الإرهاب.
وكما تعلمون أبنائي النزلاء فإن الهدف من هذا البرنامج التأهيلي هو تمكينكم من التعبير عما أصبحتم عليه من وعي بضرورة إصلاح ما اقترفتموه في حق أنفسكم وفي حق دينكم ومجتمعكم وعبرتم عن ذلك من خلال استعدادكم للانفتاح على تصورات جديدة وعن إرادتكم في إعادة الاندماج الفعلي والحقيقي في المجتمع من خلال إجراء مصالحة حقيقية مع الذات ومع الدين ومع المجتمع.
وقبل التطرق إلى عرض تفاصيل هذا البرنامج، أدعوكم إلى الالتزام التام بالمشاركة النشيطة والفعالة في الأنشطة المدرجة فيه بما يساهم في تمكينكم من تملك الأدوات الضرورية لبناء قدراتكم الذاتية ومن تصحيح مسار حياتكم على نحو سليم وفعال ومنتج.
وسيخضع هذا البرنامج التأهيلي لتقييم مستمر من أجل معرفة مدى انخراطكم فيه مع اتخاذ الإجراءات الملائمة في الحالات التي يتبين فيها عدم التفاعل الإيجابي مع أنشطته وعدم احترام الشروط التي أنبني عليها ترشيحكم للمشاركة فيه. ويتعين بهذا الخصوص التأكيد على أن برنامج “مصالحة” هو -كما كان من قبل- برنامج تأهيلي يمكّن النزلاء المعنيين من إصلاح ذواتهم وإعادة تأهيل أنفسهم.
أبنائي النزلاء.
إن البرنامج التأهيلي الذي ستستفيدون منه يقوم على مفهوم أساسي وهو مفهوم المصالحة، وذلك من خلال الأبعاد التالية:
✓ مصالحتكم مع ذواتكم من خلال إكسابكم كفاءات معرفية وسلوكية تمكنكم من إعادة بناء ذواتكم؛
✓ مصالحتكم مع النص الديني من خلال العودة إلى الفهم الصحيح لتعاليمه وروحه المبنية على الاختلاف والتسامح والانفتاح، واكتساب المعارف الضرورية لفهم النص الديني من داخل المرجعية الدينية للمملكة؛
✓ مصالحتكم مع المجتمع وذلك بإكسابكم المهارات والكفاءات الضرورية لاستغلال أنسب لما تتوفرون عليه من قدرات ومؤهلات، في إطار بناء مشروع ذاتي أو مجتمعي لا يسعى فقط إلى تحقيق الاستقلالية المادية، وانما يرمي أيضا إلى تسخير القدرات الذاتية لخدمة المحيط الاجتماعي بما يحقق المصالحة مع المجتمع.
وارتباطا بما سبق، يتضمن البرنامج شقا هاما يتعلق بالضمانات الأساسية التي أتى بها دستور 2011، فيما يخص احترام حقوق الانسان وحمايتها والنهوض بها، والغرض من بيان هذه الضمانات هو تقريبكم مما هيئه لكم بلدكم من أجل تأهيلكم لاندماج فعلي وحقيقي واستغلال طاقاتكم لإعادة بناء المستقبل في إطار ممارسة كاملة للمواطنة الصحيحة والحقة.
كما سيتم تخصيص حصص من أجل التذكير بالمقتضيات الخاصة بمكافحة التطرف والإرهاب في المواثيق الدولية وفي التشريع الوطني، وباقي القوانين المنظمة للحياة العامة التي تهدف إلى الحماية وليس العقاب.
لقد تم إعداد البرنامج الذي ستستفيدون منه وفق مقاربة مندمجة تتكامل فيها الأبعاد السالفة الذكر. ويتم تأطير المحاور المرتبطة بهذه الأبعاد من طرف الشركاء والمتدخلين الحاضرين معنا في هذا الحفل الافتتاحي.
وفي ختام هذه الكلمة لا يفوتني أن أتوجه بالشكر الجزيل للسادة الأساتذة الأجلاء على مشاركتهم في إعداد هذا البرنامج وتنفيذه وتحقيق الأهداف المرسومة له، لما فيه صالح أمتنا تحت القيادة الرشيدة لمولانا الإمام المنصور بالله صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *