إكسبريس تيفي/✍️..خالد بركات..
فن الإستماع.. لرؤية الأشياء على حقيقتها..
إننا نميل إلى رؤية الأشياء كما هي، بل كما نحن
الهدوء والبساطة الداخلية هما الخطوة الأولى لرؤية الأشياء على حقيقتها، وإيجاد مكانها..
من أجمل وأرقى وأروع ما أقتبس..
اكتشف مزارع ذات يوم أنه فقد ساعته اليدوية في مخزن الحبوب التابع له..
كانت تلك الساعة غير عادية، إذ أنها ذات قيمة مادية، وذات عاطفية خاصة بالنسبة له..
لكن بعد تفتيشه وتنبيشه في التبن لمدة طويلة ولم يعثر على شيء..
توجه طالباً مساعدة مجموعة من الفتية الذين كانوا يلهون ويمرحون بالقرب من المخزن..
ووعدهم بمكافأة لمن سيعثر عليها..
أسرع الفتية وأخذوا بالبحث الحثيث عن الساعة بكل ركن وزاوية في المخزن، لكن دون جدوى..
ولما كان المزارع على وشك الإستسلام واليأس
من إيجادها، تقدم فتى صغير منه طالباً منحه مهلةً أخرى من الوقت للبحث عن الساعة..!!
ألقى المزارع نظرة على الفتى وقال في نفسه :
يظهر أنه جاد، لما لا اعطيه فرصة..؟؟
وهكذا بعث المزارع الفتى لمخزنه، وبعد وقت قصير عاد الفتى والساعة بيده..!!
فرح المزارع وبدت عليه علامات الدهشة فسأل الفتى : كيف نجحت في هذه المهمة في حين فشل أصدقاءك الآخرون..؟؟!!
ردّ الفتى قائلاً : لم أعمل شيئاً سوى الجلوس على المصطبة وإرهاف السمع، في مثل ذلك الجو من الهدوء والسكينة تناهت إلى مسامعي تكتكات الساعة، فقمت وبحثت عنها في ذلك الاتجاه فوجدتها..!!
العبرة..فلنتذكر دائماً أن :
من لا يتقن فن الإستماع في الغالب بهدوء..
فلا يجيد فن الحديث مع نفسه ولا مع الٱخرين..
حقاً.. إنه في كثير من الأحيان نحتاج إلى الهدوء والسكينة والإنصات بمهارة لنستطيع سماع صوت من نحب، واحتواء بَعضنا، والقضاء على خلافاتنا وتعدد آرائنا بقليل من هذه المهارات التي منحها لنا الخالق في هذا الكون..
ويزيد هذه الصفات جمالاً وبهاءً ما ذكره الخالق عزّ وجلّ في كتابه العظيم عن متقني هذه المهارة حين اثنى عليهم بقوله :
( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب )..
اللهم.. يا من تملك حوائج السائلين، وتعلم ضمائر الصامتين، أرزقنا سروراً لا نرى معه حزناً..
وسعادة لا يعكرها شقاء وعافية دائمة لا تزول..
رسالة من عبدالله لعبدالله..