اكسبريس تيفي- باحدة عبد الرزاق
تعيش بعض الولايات الجزائرية على صفيح ساخن بسبب أزمة الجفاف اللي كتعاني منها دول شمال افريقيا للسنة السادسة على التوالي، وهو الامر اللي دفع بسكان بعض الولايات الى الخروج للشارع احتجاجا على اللامبالاة ديال المسؤولين ديالهم، في حين عرفت ولاية تيارت أعمال شغب خطيرة بسبب انقطاع الماء الصالح للشرب لازيد من سبعة عشر يوما، وظهر في احد الريبورتاجات الصحافية احد السؤولين عن تدبير الماء الصالح للشرب يقول للناس بصريح العبارة “الباراج ماكانش”، أي السد جف واصبح خارج الخدمة.
وفي الوقت اللي الجزائرين ينتظرون الحل من حكومتهم، خرج الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بقرار غريب أمر من خلاله المسؤولين عن تدبير الماء الصالح للشرب بحل أزمة الماء في الولاية المذكورة في 48 ساعة، وهو الامر اللي اثار موجة من السخرية لدى الكثير من المعارضين الجزائريين، اللي اعتبروه استخفاف بعقول الجزائريين، لأنه كيف يعقل حل أزمة مرتبطة بجفاف السد المزود للولاية في يومين، لأن اقرب حل هو انشاء الطريق السيار المائي اللي كتستغرق مدة بنائه شهور طويلة على حسب المسافة بين السدود، في حين ابانت عملية تزويد المواطنين بصهاريج المياه عن عدم فعاليتها نظرا لحاجة المواطنين للمياه في استعمالاتهم اليومية.
موجة الجفاف التي يعرفها الشمال الغربي لإفريقيا وضعت الجزائر في مقارنة مع المغرب في كيفية تدبير المرحلة التي تهدد سكان الدولتين بالعطش، ففي الوقت اللي كانت الجزائر تسلط جهودها كاملة في عرقلة المسار التنموي للمغرب، والمساس بوحدته الترابية عن طريق دعم مليشيات البوليساريو بالمال والسلاح، والترافع عنهم في المحافل الدولية، كان المغرب يشق مسار التنمية بتركيز تام، ووضع استراتيجيات كبرى للتجاوز كل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، وذلك بفضل الرؤية الاستباقية للصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ومن أهم الاستراتيجيات هي تلك المتعلقة بالماء الصالح للشرب حيث قام المغرب بوضع خطة انشاء الطرق السيارة المائية للربط بين سدود المملكة، في خطوة تضامنية بين الجهات الغنية بالمياه في الشمال والاخرى التي تعرف سدودها ضعفا في فترات من السنة، وكانت أول الطرق هو الخط الرابط بين سد ابي رقراق وواد سبو.
وبالاضافة الى ذلك، المغرب نوع الحلول ديالوا ووضع مجموعة ديال الخطط باش يقدر يوفر المياه الخاصة بسقي الأراضي الفلاحية والمساحات الخضراء، مثل مشروع تثمين المياه العادمة، وكذلك مشاريع كبيرة وضخمة للتوفير الماء الصالح للشرب، كبناء السدود اللي كيتعتبر المغرب رائدا وسباقا في المجال بفضل السياسية الحكيمة للملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله، وايضا بفضل عبقرية الملك محمد السادس نصره الله، الذي اطلق مشروع كبير لبناء محطات تحلية مياه البحر، بحيث تتوفر المملكة على 14 محطة تغطي حاجيات العديد من المدن المغربية من الشمال الى الجنوب، هذا بالاضافة الى بناء محطة كبيرة بمدينة الدار البيضاء، وللتذكير فإن بناء أول محطة في المغرب كان في سنوات السبعينيات من القرن الماضي، ولم بتوقف المغرب عند هذا الحد بل هناك خطط اخرى مثل الاستمطار الصناعي للسحب اللي بداها في سنوات الثمانينات.
ما حققه المغرب منذ حصوله على الاستقلال يريد تبون انجازه في يومين لحل أزمة الجفاف في الجزائر الشقيقة، وهو اللي قال سابقا أن بلاده تريد انتاج مليار و300 مليون متر مكعب يوميا من تقنية مياه البحر، والتي علق عنها البعض بسخرية “تبون يريد تجفيف مياه البحر في يومين”، يبدو أن الرئيس الجزائري والجينرالات لا يعرفون في السياسة الى خلق الأزمات مع دول الجوار، بالاضافة الا نظرية المؤامرة