اكسبريس تيفي _ باحدة عبد الرزاق
ابتلانا الله في وطننا الحبيب بصحافيين يظنون أنهم فقط من يجيدون ممارسة المهنة، خصوصا بعض الصحافيين الذين يغلبون الأنانية والتكتيك من أجل ارباح الادسنس، ولو كان الأمر على حساب أخلقيات المهنة وأدبياتها، بل أحيانا يتعدى الأمر ذلك ليكون على حساب المصالح العليا للوطن، عبر تهوين استراتيجياته الحكيمة التي تكبد أعداء الوحدة الترابية خسائر يومية سواء على المستوى الديبلوماسي أو الاقتصادي.
ومن الصحافيين المؤسسين للمدرسة الشعبوية الهدامة التي تعتمد على دغدغة العواطف من أجل التجييش، نجد الصحافي اليوتبر الملقب بالحقداوي، وهذا الاسم ليس سبة انما هو وصف علمي لنوع جديد منبوذ ممن يحملون الصفة داخل الجسم الصحافي، والذين يجعلون من الذاتية مرجعية حاقدة على أجهزة الدولة لاعتبارات متعلقة بماضيهم، خصوصا إن كان هؤلاء ذوي سوابق عدلية كما هو الشأن بالنسبة لزميلنا الحقداوي الذي صوب حقده وشعبويته الهدامة للضرب في المؤسسات الأمنية والقضائية، عكس صحافة الحل التي تؤمن بالخطاب الاستراتيجي وتفتح أفقا مبتكرا لمستقبل الوطن، جاعلة من مصالحه العليا هي النظارة التي تنظر بها إلى العالم.
وفي حلقاته الشعبوية الملئية بالقسم كاستعماله المتكرر ل “اقسم بالله العلي العظيم”، و”الى كذبت عليكم بغيت ما نصبحش”، وهذا الامر راجع الى تأنيب الضمير الذي يشعر به بسبب المبالغة في الكذب، وايضا استعماله للاستجداء لكسب التعاطف ودغدغة مشاعر الشعب المغربي بلازمة “خوتي وخواتاتي المغاربة”، فبالأمس مثلا خرج بحلقة هاجم من خلالها زميلتنا الصحافية نجيبة جلال مديرة نشر جريدة اكسبريس تيفي ورئيسة جمعية بيت الحكمة، والتي ناضلت بشكل مستميت في اطار عملها الحقوقي عن سن مشروع العقوبات البديلة، من أجل الحد من ظاهرة الاعتقال الاحتياطي التي اشتكى منها المندوب العام للسجون واعادة الادماج في اكثر من مناسبة والتي يشكل معتقلوها ازيد من 37 في المائة من الساكنة السجنية بالمغرب.
وبما أن زميلتنا تنتمي للمدرسة التي تؤمن بالخطاب الاستراتيجي فهي لم تتدخل يوما للتأثير عن سيرورة العمل القضائي، بقدر ما كانت تناقش بعض العيوب المؤثرة على العمل القضائي، كالمس بقرينة البراءة مثلا، وحاول اليوتبر بتكتيكه المعتاد وشعبيته المقيتة تضليل الرأي العام عبر مقاطع قصيرة جدا تقف عند حد ويل للمصلين، من اجل تبرير الوقفة التي نظمها زميله في اطار ما يسمى بالبنية السرية الحقيقة، للتأثير على عمل النيابة والضرب في احد الاستراتيجيات الناجحة التي اعتمدتها الملكية في المغرب منذ عهد المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه، وهي الوطن غفور رحيم، والتي ساهمت في عودة أبناء المغرب لحضن وطنهم تائبين بعد أن أخطؤوا في تقديرهم للأمور.
وللأسف فالشعبوية وانصارها تعدو في حربهم على الاستراتيجيات التي تضعها الدولة حدود الخطاب للدخول في تنظيمات رقمية متطرفة، أصبحت تشتغل ليل نهار من أجل النيل من مؤسسات الدولة انتصارا للأجندات خارجية تهدد أمن الوطن ومصالحه الاقتصادية والسياسية، عبر مليشيات رقمية منقسمة الى قسمين، مليشيات رقمية داخلية تستعمل شعارات الدفاع عن المؤسسات غطاء للنيل منها، واخرى خارجية تهاجم بشكل مباشر ومكشوف مؤسسات الدولة ووحدتها الترابية وتوابثها، وتبخيس الجهود والمكتسبات.