اكسبريس تيفي: عبد الرزاق باحدة
من عجائب الأقدار وغرائب ما تسمعه الآذان وتشهده الأبصار، أن ترى عربيد الليل يتحدث عن حدود الله في النهار، كيف لمن دنس ممارسة الدفاع عن الحقوق، وأرهب الأبرياء بكيده واتصف بالخبث والعقوق، والابتزاز وقذف المحصنات، والشتائم والملاسنات، وخيانة وطنه وبدلة المحاماة، أن يتحدث عن الحدود التي شرعها الله، والتي لم يعطي حق العفو فيها لأحد سواه.
لا نرى بدا لمثل هاته الخرجات، ولا نتحدث عادة هذا الخطاب، لأنه حكر على أئمتنا وعلمائنا والقائمين على تدبير شريعتنا السمحة، لكن ما غاضنا واستفزنا هو خروج يوتبر ينتمي بهتانا للمجال الحقوقي، ليلة أمس، ليتهم مواطنا مغربيا وطنيا بتجاوز حدود الله، مع العلم أن هذا اليوتبر الملقب بـ “العقوقي”، يمارس في عالم السوشيال ميديا نقيض ما يدعوا الناس إليه.
فبالله عليكم هل الحقوقي ورجل القانون خصوصا المحامي يمكنه أن يتهم أمام جمهور يقدر بمئات الآلاف مواطنا مغربيا بأنه تجاوز حدود الله ؟، خصوصا وأن المفهوم الديني لحدود الله يشير الى ما قدّرته الشريعة الإسلامية من عقوبات، لتكون زاجرة مانعة عن أسبابها المحصورة، وهذه العقوبات هي حق لله -تعالى-، فيخرج من هذا التعريف القصاص؛ لأنه حقٌّ للعبد، كما تخرج عقوبة التعزيز؛ لأنّها غير مقدّرة شرعا، ومن الأمثلة على حدود الله: حد الزنا، وحد السرقة، وحد الحرابة، وقد اختلف علماءُ الأمّة الإسلاميّة في حدِّ القذف.
وهذه الحدود مخالفة تماما للعقوبات المنصوص عليها في القانون الوضعي المعتمد في المغرب، وذلك نتيجة لمسار الانفتاح والتأسيس لثقافة حقوق الانسان التي قادتها المؤسسة الملكية، بمعية الفعاليات الحقوقية، فنذكر من هذه الحدود الرجم حتى الموت، والاعدام، والتقطيع من خلاف، ..، لهذا فلا يمكن لخرجة هذا العقوقي أن تكون بريئة بل هي تحريض مباشر على تعريض حياة المواطن المغربي للخطر، وإلا فلماذا لم يطالب بمتابعته قضائيا وهو محامي؟.