أعمال شغب ببريطانيا.. هكذا ساهمت شبكات التواصل في تصاعد العنف ضد المهاجرين

أعمال شغب ببريطانيا.. هكذا ساهمت شبكات التواصل في تصاعد العنف ضد المهاجرين

- ‎فيواجهة, دولي
0
WhatsApp Image 2024 08 05 at 14.19.12
إكسبريس تيفي

متابعة

أثارت الموجة الحالية من العنف ضد المهاجرين التي تجتاح عدة مدن بريطانية النقاش حول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من قبل مجموعات اليمين المتطرف لإثارة التوتر الاجتماعي، في بلد يعيش في ظل أزمة اقتصادية.

وأمس السبت، اهتزت عدة مدن في البلاد بسبب أعمال شغب تخللتها مشاهد عنف ونهب، مما يعكس حالة الغضب السائدة في البلاد. واعتقلت الشرطة أكثر من 100 شخص، وعززت قواتها اليوم الأحد لمواجهة أعمال شغب جديدة متوقعة في عدة مدن.

وكان الهجوم بالسكين، الذي أسفر عن مقتل ثلاث فتيات صغيرات يوم الاثنين الماضي في ساوثبورت (شمال غرب إنجلترا)، السبب المباشر لأعمال الشغب. لكن، تم استغلال هوية المعتدي، وهو مراهق من أصول مهاجرة، من قبل مجموعات اليمين المتطرف لنشر مشاعر الكراهية ضد المهاجرين.

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، تتدفق التعليقات الكراهية. و”الحجج” لا تنقص لتعزيز هذا الخطاب وعلى رأسها الأزمة الاقتصادية التي تضرب البلاد وتأثيرها على سوق العمل المتعثر.

وصعد خبراء وسائل الإعلام الاجتماعي للواجهة لإدانة سوء استخدام المنصات الاجتماعية لخدمة أهداف تتعارض مع قيم المجتمع البريطاني. ووفقا لهم، أضحت هذه المنصات “محركا للانقسام” في السياق الحالي لأعمال الشغب في المملكة المتحدة.

في هذا الصدد، يقول ستيفان ليفاندوفسكي، خبير وسائل الإعلام والأستاذ في جامعة بريستول، إن “أصوات اليمين المتطرف تجد في وسائل التواصل الاجتماعي الميدان لتضخيم نفسها”.

أما جو مولهال، مدير الأبحاث في منظمة (Hope Not Hate) التي تكافح التطرف، فيدعو من جهته إلى تكثيف الجهود لمكافحة انتشار الأفكار المتطرفة على وسائل التواصل الاجتماعي.

ويشير الخبراء إلى أن مكافحة الأنشطة اليمينية المتطرفة عبر الإنترنت يجب أن تصاحبها جهود ميدانية لتعزيز التماسك الاجتماعي في البلاد. كما يؤكدون على ضرورة وضع خطط لمعالجة المظالم التي يستغلها مروجو خطاب الكراهية.

ويقول مولهال إن الحكومة يجب عيلها إنشاء استراتيجية عاجلة للتماسك المجتمعي، مشددا على أهمية التعددية الثقافية من خلال تشجيع الأنشطة الاجتماعية والثقافية بعيدا عن المنزل أو مكان العمل حيث يمكن للأشخاص من مختلف المجتمعات الالتقاء.

وأشار الخبير إلى أنه “عندما يتفاعل الأفراد والمجتمعات المختلفة مع بعضها البعض، يصبح من الصعب نشر المعلومات المضللة”.

ويبدو أن الحكومة التي يقودها حزب العمال عازمة على بذل كل جهد ممكن لمنع المملكة المتحدة من الانغماس في عنف اليمين المتطرف. وينتظر الفريق الجديد الذي تولى قيادة البلاد بعد الانتخابات التشريعية في 4 يوليوز الماضي عمل متعمق لإعادة التماسك الذي كان دائما مصدر فخر لنموذج الاندماج البريطاني.

 

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *