من يريد أن يخلق من توفيق بوعشرين ..”إيروس” الحب الجديد؟

من يريد أن يخلق من توفيق بوعشرين ..”إيروس” الحب الجديد؟

- ‎فيرأي, واجهة
بوعشرين
إكسبريس تيفي

إذا كانت ذاكرة توفيق بوعشرين قصيرة، أو ربما انتقائية تتعاطى بمنطق الزهايمر مع بعض الأحداث الأليمة، فإن ذاكرة المغاربة، على النقيض من ذلك، لا زالت تحفظ بكثير من الأسى “غزوات ونزوات” الرجل المرتكبة في عتمة الطابق الثامن والسابع عشر من عمارة الأحباس بمدينة الدار البيضاء.

فمن يريد تأليه توفيق بوعشرين، وينافح عنه بمنطق براءة الحملان، فما عليه سوى أن يتحلى بالجرأة والجسارة ويسمح لزوجته أو أخته أو بناته بأن يشتغلن معه ليوم واحد في مكتب واحد!

وإذا كان حسن بناجح أو عبد العالي حامي الدين أو دهاقنة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وسدنة العدل والإحسان يؤمنون حقا “ببراءة” توفيق بوعشرين، فليسمحوا لقريباتهم الوديعات بالعمل معه تحت سقف واحد، خصوصا بعد الساعة السادسة مساءً عندما تتلبد سحائب الدجى وتنقطع أرجل الناس في المكان!

هذا هو التحدي الوحيد لامتحان نزاهة هؤلاء المنافحين عن توفيق بوعشرين. لكن لا أحد منهم يستطيع أن يأتمن “الذئب على الشاة الصغيرة”، لأنهم يعلمون جيدا نقطة ضعف الرجل، ويدركون أن قلبه يتسع لجميع النساء، وقلمه جارف مثل ورق “اللواية”، كلما غفلت عنه يميل ميلة واحدة عند الجيران.

فهم يدركون في قرارة نفسهم أن توفيق بوعشرين الصحفي ليس هو توفيق بوعشرين في عزلته بعد السادسة مساءً! عندما يتصاعد الأدرينالين، ويتصبب الجسد عرقا، وينتصب القلم، وتتداعى الضحية فوق الأريكة، ويقع المحظور بعدها.

وأستحضر هنا ما همس به زميل لتوفيق بوعشرين غداة اعتقال هذا الأخير، عندما سألوه لماذا تدافع عن الرجل وأنت تعلم جيدا أنه تحرش بقريبتك في وضعية إعاقة التي زارته طالبة للعمل معه في عمارة الأحباس! فأجاب بأنه دفاع من باب الزمالة، رغم أن الرجل مريض جنسيا.

والأيام ستكون سجالا بين المدافعين عن توفيق بوعشرين والمصطفين في خندق الضحايا. فإذا كان عبد العالي حامي الدين مقتنعا ببراءة توفيق بوعشرين، فليأتمنه ليوم واحد على قرة عينه في مكان منعزل!

ففي الحقيقة، لقد أصبح العمل مع الرجل “وصمة عار” و”شبهة” تطوق عنق الجميع، حتى في صفوف من يتظاهرون بالدفاع عنه.

وهذا التحدي غير موجه “للديوث” ممن يقدمون محارمهم قرابين زلفى لإله الجنس إيروس (توفيق بوعشرين)! فهؤلاء لا يمكن مجاراتهم في انحطاطهم وحقارتهم.

وهذا التحدي لا ينصرف للمستقبل المنظور فقط، بل يشمل حتى الماضي القريب، وتحديدا ما بين 2004 و2018. “فالرجل” منهم يعترف لنا بأنه توسط لزوجته أو شقيقته أو قريبته للعمل مع “صديقه الحمل الوديع” توفيق بوعشرين! والرجل منهم يتجرء ويبحث في ذاكرة هاتف قريبته التي اشتغلت مع توفيق بوعشرين!

ففي ذاكرات هواتف الضحايا، كان كاتب الافتتاحيات “المحنك” يفضل الحصول على “صور عارية” بدلا من قصاصات تغطي أنشطة وزيرة السياحة! وكان يتوسل حضور الضحية عوض حضور نشاط ثقافي! وكان يهيم في القوام ويستنكف عن الخوض في السجال.

إنها حقيقة إله الجنس الجديد “إيروس”! ومن يحاول إخفاء هذه الحقيقة فليقبل التحدي ويأتمنه على زوجته أو ابنته في مكان “شبه عمومي”! وقتها سوف يدرك بأنه كان مجرد “قواد” في عمارة الأحباس.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *