في حملته الانتخابية تبون يعترف بحكمة الدبلوماسية المغربية في الدفاع عن القضية الفلسطينية

في حملته الانتخابية تبون يعترف بحكمة الدبلوماسية المغربية في الدفاع عن القضية الفلسطينية

- ‎فيواجهة, رأي, سياسة
تبون
إكسبريس تيفي

باحدة عبد الرزاق

في ظل التطورات السياسية الراهنة في الشرق الأوسط، يبرز التباين الكبير بين الدبلوماسية المغربية والسياسة الجزائرية في التعامل مع القضية الفلسطينية. النظام الجزائري، الذي يعزز خطاباته القومية وشعاراته الداعمة لفلسطين، وجد نفسه في موقف محرج عندما أعلن الرئيس عبد المجيد تبون عن جاهزية الجيش الجزائري للتحرك بمجرد فتح الحدود بين مصر وقطاع غزة، متجاهلا أن هذه الخطوة قد لا تتحقق على أرض الواقع. في المقابل، نجح المغرب عبر دبلوماسيته الهادئة والمتوازنة في تحقيق إنجاز عملي بتقديم مساعدات إنسانية لغزة من داخل الأراضي المحتلة، في خطوة غير مسبوقة اعتمدت على الحوار والتواصل المباشر.

الدبلوماسية المغربية، التي ترتكز على الحوار والبناء المشترك للعلاقات، أظهرت فاعليتها في تقديم الدعم الفعلي للفلسطينيين، متجاوزة العقبات التي تواجه دولا أخرى. حينما اختار المغرب التعاون مع إسرائيل لفتح معبر كرم أبو سالم وتمرير المساعدات لغزة لأول مرة منذ بداية الحرب، أثبتت هذه الخطوة مدى نجاح الدبلوماسية المغربية في التعامل مع الواقع السياسي المعقد للمنطقة. هذا الإنجاز الذي حضي بإشادة كبيرة من دول العالم يبرز الفارق الكبير بين السياسات الواقعية التي تعتمدها الرباط والسياسات الخطابية التي تتبناها الجزائر.

على النقيض، النظام الجزائري يبدو متمسكا بشعارات فارغة تستخدم كأدوات سياسية داخلية وخارجية، دون تقديم أي خطوات عملية لدعم القضية الفلسطينية. تبون، في تصريحاته، يبدو وكأنه ينتظر ظروفا مثالية قد لا تأتي أبدا، بينما يعاني الشعب الفلسطيني من الحصار والعدوان. هذا الموقف يظهر النظام الجزائري كمتاجر بالقضية الفلسطينية أكثر من كونه داعما لها، حيث يستغل المشاعر الوطنية لتعزيز نفوذه الداخلي.

التناقض في الخطاب الجزائري يظهر بوضوح عندما نأخذ في الاعتبار العلاقات الاقتصادية غير المباشرة التي تربط الجزائر بإسرائيل عبر دول أوروبية. في الوقت الذي يروج فيه النظام الجزائري لعدائه المزعوم مع إسرائيل، تشير بعض التقارير إلى وجود تبادلات تجارية بين البلدين بطرق ملتوية. هذا يكشف عن ازدواجية في المواقف ويضعف من مصداقية الخطاب الجزائري أمام الشعب الجزائري وأمام المجتمع الدولي.

يمكن القول إن المغرب، عبر دبلوماسيته الواقعية والمبنية على الحوار والتواصل، استطاع أن يحدث فرقا ملموسا في دعم القضية الفلسطينية، بينما ظل النظام الجزائري عالقا في دوامة الخطابات الفارغة والشعارات الرنانة. هذا التباين يعكس اختلافا جوهريا في كيفية تعامل الدولتين مع القضايا الإقليمية، ويطرح تساؤلات جادة حول دور الجزائر الحقيقي في دعم الشعب الفلسطيني.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *