علي المرابط يواصل إساءته للوطن بعرض خريطة مبتورة وخدمة أجندات معادية للوحدة الترابية

علي المرابط يواصل إساءته للوطن بعرض خريطة مبتورة وخدمة أجندات معادية للوحدة الترابية

- ‎فيرأي, واجهة
ali lmrabat 2
إكسبريس تيفي

في مشهد كئيب يعكس بؤس من انقلب على وطنه، ظهر علينا علي المرابط في فيديو جديد على قناته بـ”اليوتيوب” بتاريخ 20 غشت 2024، ليعرض خيانة موثقة بكل وضوح. لم يكن ظهوره مجرد محاولة لتبرير موقف، بل تجسيدا صارخا لنهج النعامة الذي يتبعه، حيث يحاول دائما الهروب إلى الأمام، متناسيا حجم الجريمة التي يرتكبها في حق بلده. المرابط، الذي طالما استخدم قناته لنشر الفتن وترويج الأكاذيب، لم يتوانَ في هذه المرة عن عرض خريطة مبتورة للمملكة المغربية، خريطة تجرد الوطن من جزء عزيز من ترابه، ألا وهو الصحراء المغربية.

هذا التصرف الأحمق أثار موجة من الاستنكار والغضب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما دفع المرابط إلى الخروج بمبررات واهية، محاولا التملص من مسؤوليته. زعم أن الخريطة ليست له، وأنه فقط يسجل فيديوهاته في منزل صديق له، غير قادر على مطالبته بنزعها. يا له من تبرير ساذج لا ينطلي حتى على أكثر العقول سذاجة!

لكن الأسوأ من ذلك هو أن المرابط لم يكتفِ بهذا العذر البائس، بل عمد إلى اجترار أكاذيب ومغالطات قديمة، تروج لها الجزائر منذ عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي في 2017. تلك الأكاذيب التي تدعي أن المغرب قد اعترف ضمنيا بالجمهورية الوهمية لمخيمات الذل والعار بمجرد عودته إلى الاتحاد. هذا الزعم لا أساس له من الصحة، وهو ما يفضح جهل المرابط أو تعمده تضليل الرأي العام.

المرابط وقع في أخطاء كارثية، فمن يزعم أنه صحفي محترف كان يفترض فيه قراءة القانون الأساسي للاتحاد الإفريقي جيدا. فالقانون لا يلزم الدول الأعضاء بالاعتراف بكيانات وهمية. الاتحاد، كمنظمة قارية، يسعى لتحقيق أهدافه، ولكن الدول الأعضاء ليست ملزمة بتنفيذ تلك الأهداف بما يتعارض مع سيادتها ومصالحها الوطنية. وهذا يعني أن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي لا تعني بأي حال من الأحوال الاعتراف بجمهورية وهمية لم توجد إلا في مخيلة النظام الجزائري.

وتجدر الإشارة إلى أن الاعتراف بالدول هو فعل سيادي تقوم به الدول بناء على مصالحها، وليس نتيجة لوجود كيان ما داخل منظمة إقليمية أو دولية. وهذا ينطبق على عشرات الدول الإفريقية التي لا تعترف بالبوليساريو، ومع ذلك، فهي تظل أعضاء في الاتحاد الإفريقي دون أن ينعكس ذلك على موقفها السيادي.

وإذا كان المرابط يحاول ترويج فكرة أن وجود اسم الكيان الانفصالي في الجريدة الرسمية المغربية يعني اعتراف المغرب به، فلماذا لا يتحدث عن الموقف الجزائري المتناقض؟ الجزائر التي تتعامل سرا مع إسرائيل رغم أنها تدعي العداء لها في العلن. المرسوم الرئاسي الجزائري رقم 58-2000، الذي يتضمن التصديق على مذكرة التفاهم مع إسرائيل حول الرقابة على السفن في البحر الأبيض المتوسط، هو دليل واضح على هذا النفاق. فلماذا لا يجرؤ المرابط على كشف هذا التناقض الصارخ؟

إن المغرب لم ولن يعترف بهذا الكيان الدمية، الذي تحاول الجزائر بكل السبل إعطاءه شرعية لا يستحقها. وزير الخارجية المغربي الأسبق ناصر بوريطة، في تصريحات رسمية في فبراير 2017، نفى بشكل قاطع أي اعتراف من المغرب بالبوليساريو، مؤكداً أن الانضمام إلى منظمة دولية بحضور كيان غير معترف به لا يعني الاعتراف به. هذا الموقف لم يتغير ولن يتغير، بل هو موقف ثابت يعكس حرص المغرب على الدفاع عن وحدته الترابية وسيادته.

ومن المهم هنا طرح السؤال الحقيقي: هل يعترف الاتحاد الإفريقي فعلا بالبوليساريو كدولة قائمة بذاتها؟ إذا كان الأمر كذلك، فلماذا لا يعلن الاتحاد أن المغرب دولة احتلال ويطالب بخروجه من أراضي “الجمهورية الصحراوية” المزعومة؟ الجواب ببساطة هو أن الاتحاد لا يعترف بهذا الكيان، لأن المبادئ التي يقوم عليها تنص على احترام الحدود القائمة عند نيل الاستقلال، وهو ما يعني عدم اعترافه بأي كيان لم يكن موجودا خلال تلك الفترة.

بالعودة إلى الحقائق التاريخية، فإن تسجيل إقليم الصحراء المغربية في لائحة الأقاليم غير المتمتعة بالاستقلال تم بسعي من المغرب نفسه، وهو ما يشهد على سيادة المغرب على هذه الأرض منذ فترة طويلة قبل ظهور البوليساريو بسنوات. هذا يعني أن الاتحاد الإفريقي نفسه لا يعترف بالبوليساريو كدولة قائمة، بل يتعامل معه كحالة مؤقتة يجب حلها وفق الشرعية الدولية.

يتضح أن علي المرابط لا يملك سوى الأكاذيب والمغالطات ليحاول بها خدمة أجندات خارجية على حساب وطنه. لكن مهما حاول، فإن المغرب سيظل ثابتا في موقفه، غير معترف بجمهورية وهمية، مؤمنا بحقوقه التاريخية والسيادية، ومدافعا عن وحدته الترابية في وجه كل من يحاول المساس بها.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *