تستمر إيران في محاولاتها الخبيثة لاستهداف المغرب من خلال مرتزقتها وبلطجيتها الإقليميين، مركزة جهودها هذه المرة على ملف الوحدة الترابية للمملكة، خصوصا بعد الاعتراف الفرنسي الأخير بمغربية الصحراء. هذا الاعتراف يمثل ضربة قاصمة لمحاولات الجزائر في تعطيل المسار الدبلوماسي المغربي، الذي نجح في كسب تأييد دولي واسع لمبادرة الحكم الذاتي كحل سياسي نهائي لهذا النزاع المفتعل، والأمر الذي كلف جارة السوء عزلة دولية يشتد خناقها يوما بعد يوم بعد أن بدأت تخسر حلفائها التقليديين واحدا تلو الاخر، فلم يتبقى لها سوى الرجوع الى ايران التي تمثل الجزاءر امتدادا لها في افريقيا.
خبث ايران دفعها الى توجيه تصريحات عدائية لا تخرج عن نطاق الأجندة الإيرانية التي تسعى إلى تصدير الفوضى إلى الدول العربية. وقد جاء خطاب زعيم جماعة الحوثي الارهابية المدعومة من إيران، عبد الملك الحوثي، ليصب الزيت على النار بتوجيه اتهامات باطلة للمغرب حول مواقفه من القضية الفلسطينية، في محاولة بائسة للتشويش على الدور الطلائعي الذي يلعبه المغرب في دعم القضية الفلسطينية بشكل واقعي وعقلاني.
إن هذا الاستهداف ليس إلا جزءًا من محاولات إيران المستمرة للتدخل في شؤون الدول العربية، باستخدام أدواتها المليشياتية في المنطقة، من الحوثيين في اليمن إلى حزب الله في لبنان. وتأتي هذه التصريحات بالتزامن مع التحركات الجزائرية المستمرة لمحاولة إفشال الجهود الدبلوماسية المغربية، والتي حصدت نجاحات كبيرة على الصعيد الدولي، خاصة بعد تزايد الاعترافات بمغربية الصحراء، كان اخرها تأكيد اليابان عدم اعترافها بجمهورية الذل والعار بتندوف.
في هذا السياق، يبرز التواطؤ الإيراني الجزائري بشكل واضح، حيث تعمدت إيران من خلال وسائلها الإعلامية ومراكزها البحثية التشكيك في أهمية الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء، محاولةً تصويره على أنه مجرد أداة للضغط على الجزائر، متجاهلة الحقائق التاريخية والدولية التي تثبت سيادة المغرب على صحرائه. ورغم هذه المحاولات اليائسة، فإن الحقائق الدامغة والانتصارات الدبلوماسية المتتالية للمغرب جعلت من الجزائر وحليفتها إيران في موقف ضعيف ومعزول على الساحة الدولية.
تسعى الجزائر وإيران إلى تعطيل المسار السلمي لحل النزاع في الصحراء المغربية، الذي تبنته غالبية دول العالم، بما في ذلك القوى الكبرى، كفرنسا والولايات المتحدة. ومع ذلك، يبدو أن الوقت قد حان لتعترف الجزائر بأن محاولاتها المستمرة للنيل من الوحدة الترابية للمغرب قد باءت بالفشل، وأنها تقف وحيدة ومعزولة، تتخبط في محاولات بائسة للتأثير على مسار القضية، وأنها جنت على نفسها وشعبها بالاستثمار في عدائها ضد المغرب.
فهذا الهجوم الإيراني الجزائري المشترك على المغرب يكشف عن خوفهما من التحولات الكبرى في المنطقة، التي باتت تعترف أكثر فأكثر بشرعية الموقف المغربي في الصحراء. ويؤكد أن المغرب، بحكمته الدبلوماسية، ماض في تحقيق المزيد من الانتصارات، فإيران التي تمني النفس هي والجزائر في الحصول على منفذ الى الأطلسي، غنمت من الصراع مشاكل ساكنة المخيمات التي ستفكر في التخلص منهم في المستقبل القريب خصوصا بعد الانشقاقات الاخيرة والصراعات الداخلية التي تتحدث عن أن هناك أصوات تتعالى مطالبة بالرجوع الى المغرب.