نجيبة جلال
هذا الادعاء السخيف يعكس حجم التخبط والتناقض في خطابه. فمن جهة، حاول المومني على مدى سنوات إقناع الرأي العام بأن الحموشي “منبوذ” في فرنسا، وها هو الآن يتهم السلطات الفرنسية بالتعاون الوثيق مع المغرب ضده. هذه التناقضات الفاضحة تكشف زيف ادعاءاته التي فقدت أي منطق. فمن كان يصدقه بالأمس يكذبه اليوم، وهذه حالة لا يمكن أن تستقيم أو تصدق، فالكذب واضح وثابت ولا جدال فيه.
أكثر من ذلك، ادعى المومني أنه كان يتلقى “معلومات حصرية” من داخل الأوساط الأمنية الفرنسية، وهو ادعاء يتناقض تماما مع وضعه كطالب لجوء في كندا. فكيف يمكن لشخص يدعي تعرضه للاضطهاد من قبل السلطات الفرنسية أن يتواصل معها ويحصل منها على معلومات سرية؟ هذه الادعاءات تمثل خرقا صريحا للقانون الكندي، الذي يمنع طالب اللجوء من التعاون مع أجهزة الدولة التي يزعم أنها تقاعست عن حمايته.
القانون الكندي واضح بشأن منح صفة اللاجئ، حيث لا يسمح لمن حصل على هذه الصفة بالاحتفاظ بها إذا تبين أنه قدم ادعاءات كاذبة أو أن الظروف التي منح من أجلها اللجوء قد تغيرت. فهل يخشى المومني سحب صفة اللجوء منه بعد أن بدأت الحقائق تتكشف؟ قد يكون هذا سببا وراء تحوله المفاجئ نحو خطاب اتهامي ضد فرنسا والمغرب، في محاولة لإيجاد قصة جديدة تضمن له حماية وضعه القانوني.
بغض النظر عن الدوافع الحقيقية وراء تغيير خطابه، يبقى الواضح أن تناقضات المومني باتت مكشوفة. فبعد أن كان يروج لفكرة أن السلطات الفرنسية تلاحق الحموشي وتنبذه، ها هو اليوم يتهمها بالتنسيق مع المغرب لقمعه.