المصطفى شعب:
في ملحمة كوميدية جديدة من فصول “الديمقراطية”، تمكن مرشح العسكر والإعلام، عبد المجيد تبون، من الفوز بنسبة 94.65% من الأصوات. نعم، إنه انتصار ساحق.. على الأوراق فقط! أما على أرض الواقع، فالأصوات كانت أشبه بصرخات خافتة في صحراء شاسعة، إذ قاطع الجزائريون الانتخابات، ربما لأنهم كانوا مشغولين بأمور أكثر أهمية.. كالتفكير في أي وعود “أسطورية” سيطلقها تبون هذه المرة.
تبون، الذي تفوق في فن الوعود الكاذبة، تارة يعد الشعب بتوفير ملايين الوظائف في “أرض العجائب”، وتارة أخرى يتحدث عن مشاريع بنية تحتية بحجم “مدن الأحلام”. يتحدث وكأن البلاد على وشك التحول إلى نسخة مطورة من “مدينة الفاضلة”، حيث لا بطالة ولا فقر، وكأن الفقر نفسه سيحمل حقائبه ويرحل عند سماع وعوده.
أما الطريف في الأمر، فهو تلك الوعود التي لا تجد لها مثيلًا إلا في أفلام الخيال العلمي. بناء مدن عائمة على السواحل، وتكنولوجيا لا مثيل لها ستغزو العالم “انطلاقًا من الجزائر”، وكأننا أمام رئيس يخطط لحملة غزو المريخ، بينما الشعب يئن تحت وطأة الأسعار وتدهور المعيشة.
كل هذا المسرح الانتخابي كان مجرد غلاف فارغ، زُين بنسبة 94.65%، وهي نسبة تثير الضحك أكثر من الفخر. فهل سنشهد تحقيقًا لهذه الأحلام الوردية؟ أم أن هذه “الانتخابات” كانت مجرد حلقة جديدة من سلسلة الوعود الخيالية التي تُبقي الجزائر في حالة انتظار دائم؟
