الذهب يقترب مجددا من قمة تاريخية

الذهب يقترب مجددا من قمة تاريخية

- ‎فيواجهة, اقتصاد
الذهب
إكسبريس تيفي

 

صعدت أسعار الذهب، مساء الثلاثاء، إلى مستوى 2018 دولارا للأوقية، وسط ترقب الأسواق بيانات التضخم الأمريكية التي ستصدر الأربعاء. تعتبر هذه البيانات حاسمة لتقييم توجهات الفيدرالي الأمريكي بشأن خفض أسعار الفائدة المتوقعة في اجتماعه القادم. هذا الارتفاع يأتي بعد مكاسب بلغت 21% منذ بداية العام، حيث سجل الذهب قمة تاريخية عند 2531.60 دولارا في غشت الماضي.

ووفقًا لدانيال غالي، محلل السلع الأولية لدى “تي.دي سكيوريتيز”، فإن أسعار الذهب تتحرك في نطاق ضيق بانتظار المحفز الرئيسي التالي، الذي قد يتمثل في المناظرة الرئاسية الأمريكية يوم الثلاثاء ثم بيانات التضخم يوم الأربعاء. وتُظهر أداة “فيد ووتش” احتمالية بنسبة 67% لخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، مقابل 33% لخفض بمقدار 50 نقطة أساس.

عام القمم التاريخية

منذ بداية عام 2024، واصلت أسعار الذهب ارتفاعها إلى مستويات قياسية، مدفوعة بتصاعد التوترات الجيو-سياسية التي دفعت المستثمرين للجوء إلى المعدن الأصفر كملاذ آمن. توقعات السوق تشير إلى إمكانية وصول سعر الذهب إلى 3000 دولار للأوقية، فيما عدّلت مؤسسة “غولدمان ساكس” توقعاتها لسعر الذهب في نهاية العام إلى 2600 دولار.

تعود هذه الارتفاعات إلى عوامل عدة، أبرزها تزايد عدم اليقين الاقتصادي والجيو-سياسي، وارتفاع التضخم في العديد من الدول خلال عام 2023.

يلعب الذهب دورا محوريا كأداة تحوط فعالة ضد التضخم، مما يجعله خيارا جذابا للمستثمرين الذين يسعون إلى حماية محافظهم الاستثمارية في ظل تقلبات السوق.

الذهب يحافظ على مكانته كأصل استراتيجي ضمن احتياطيات المصارف المركزية، حيث استمر الطلب القوي عليه لزيادة هذه الاحتياطيات. في عام 2023، بلغت مشتريات المصارف المركزية 1037 طنا، مع تصدر الصين القائمة بإضافة 225 طنا إلى احتياطاتها، مما يعكس ثقتها المتزايدة بالذهب كمخزن للقيمة على المدى الطويل.

شهدت الأسواق الأخرى تحركات مشابهة، إذ قام المصرف الوطني البولندي بشراء 130 طنا من الذهب، ليصبح بذلك ثاني أكبر مشترٍ للذهب خلال العام.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب

منذ بداية عام 2024، شهدت أسعار الذهب صعودا ملحوظا مدفوعا بعوامل رئيسية عدة:

– تصاعد التوترات الجيو-سياسية، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا واستمرار الصراع الإسرائيلي على غزة.

– ارتفاع التضخم العالمي الذي دفع المستثمرين إلى البحث عن أصول تحافظ على قيمتها مثل الذهب.

– توجه المصارف المركزية، بقيادة الصين، نحو تنويع احتياطاتها بعيدًا عن الدولار الأمريكي.

مستقبل أسعار الذهب

يتابع المستثمرون قرارات الاحتياطي الفيدرالي بخصوص أسعار الفائدة وتأثيرها على أسعار الذهب. توقعات خفض الفائدة تدعم الاتجاه الصعودي للذهب، بحسب تقارير بنك “يو بي إس”، الذي أكد أن خفض الفائدة هو المحرك الرئيسي للمعنويات الإيجابية تجاه المعدن النفيس.

على الصعيد العالمي، تواصل الولايات المتحدة تصدرها دول العالم من حيث احتياطات الذهب، حيث تمتلك 8133 طنا، تليها ألمانيا، إيطاليا وفرنسا. أما عربياً، تتصدر السعودية ولبنان قائمة الدول الأكثر احتفاظًا باحتياطات الذهب.

ومن المتوقع أن يستمر الطلب القوي على الذهب، مع توجه المصارف المركزية نحو تعزيز احتياطاتها كخطوة لحماية اقتصاداتها من تقلبات العملات الورقية. في ظل هذه التوجهات، يبقى الذهب أداة استثمارية استراتيجية على المدى الطويل، مع توقعات بمزيد من الارتفاعات وتحقيق مستويات قياسية جديدة خلال الأعوام القادمة، وربما وصوله إلى 3000 دولار للأوقية.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *