متابعة
استعاد قطاع الصناعة التقليدية بإقليم الحوز عافيته متجاوزا آثار الزلزال الذي ضرب المنطقة في الثامن من شتنبر من العام الماضي.
فبفضل صمودهم وإصرارهم، ودعم السلطات المحلية المتواصل لهم، تمكن الحرفيون المحليون من مزوالة نشاطهم من جديد وبوتيرة متسارعة.
وهكذا، شهدت المنطقة إعادة تأهيل ملحوظة لبنيات الصناعة التقليدية التي تضررت جراء هذه الكارثة الطبيعية، مما أتاح للحرفيين فرصة استئناف أنشطتهم والإسهام في تحفيز الاقتصاد المحلي.
ويضطلع قطاع الصناعة التقليدية بدور مهم باعتباره أحد المكونات الرئيسية في الاقتصاد المحلي، إذ يشغل عددا مهما من الساكنة النشطة، بالإضافة الى دوره الأساسي في دعم السياحة والحفاظ على الموروث الثقافي وفن العيش المغربي.
وأكد المدير الجهوي لقطاع الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي بجهة مراكش-آسفي، هشام بردوزي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن القطاع يواصل التعافي من تداعيات الزلزال بفضل مجموعة من التدخلات التي تقوم بها الوزارة إلى جانب شركائها في عدة محاور تهم إعادة بناء وتأهيل المحلات المهنية والفنادق العتيقة والتكوين والترويج للمنتوجات.
وأبرز بردوزي أن ارتفاع مستوى التصدير خلال الأشهر الستة الأولى من السنة الجارية بنسبة 42 في المائة بالمقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية يعد من بين المؤشرات الأساسية على هذا التعافي، مشيرا إلى أن هناك تأثيرا إيجابيا وملموسا لانتعاش قطاع السياحة على الصناعة التقليدية بالجهة بصفة عامة وإقليم الحوز بشكل خاص.
وذكر في هذا الصدد، أن حوالي 1245 صانعا تقليديا وضعوا طلبات الحصول على دعم المحلات المهنية الذي يصل إلى 80 ألف درهم، منهم 514 صانعا تقليديا بعمالة مراكش، و426 بإقليم الحوز، و305 بإقليم شيشاوة ممن تضرروا بفعل الزلزال.
وأوضح المسؤول ذاته أن لجنة الدعم المركزية أعطت، إلى حدود اليوم، الموافقة لـ 782 صانعا تقليديا ممن استفادوا من الدعم تبعا لنتيجة الخبرة التي أجريت على محلاتهم، مؤكدا أن 100 منهم استفادوا من الشطر الأول خلال شهر دجنبر الماضي، و682 استفادوا خلال يوليوز من السنة 2024.
وفي هذا الإطار، أفاد بأن 70 في المائة من الصناع التقليديين الذين استفادوا من الدعم خلال الشطر الأول انتهوا من الأشغال واستعادوا نشاطهم المهني بشكل قوي، بينما “نشتغل مع الصناع المستفيدين خلال 2024 بتنسيق مع المصالح المعنية على استخراج رخص الأشغال من أجل الشروع في أشغال إصلاح المحلات المهنية”.
وفي تصريح مماثل، أبرز حسن إدعزي، وهو صانع تقليدي في فئة الفخار بدوار تافزى، أحد الدواوير المتضررة من الزلزال على مستوى الجماعة الترابية أوريكا، أن محله المهني الذي يشغل 6 أفراد ضمن سلسة ورشة الإنتاج استعاد حيويته ونشاطه بالكامل، بفضل الدعم الذي استفاد منه.
وأضاف هذا الصانع الذي يملك محلا مهنيا متكاملا للفخار أن محله، الذي ينتج مختلف منتجات الفخار الموجهة للديكور بشتى أنواعه والأواني المنزلية، يشتغل بشكل منتظم ويعمل على توزيع الأواني الفخارية المعدة لحفظ وتخزين الماء الشروب لمختلف المدن، خصوصا في فصل الصيف.
وأضاف أن النمو السياحي الذي تعرفه المنطقة ساهم كذلك في تعزيز تصدير منتوجاته نحو السوق الدولية، من خلال التعامل مع مختلف الزوار الأجانب الذين يقعون في أسر جمال هذه الإبداعات التقليدية المغربية.
يشار إلى أن جهود النهوض بقطاع الصناعة التقليدية بالجهة تشمل أيضا إعادة تأهيل 40 فندقا عتيقا، بقيمة 94 مليون درهم، في إطار التوقيع على اتفاقية شراكة بين المديرية الجهوية للصناعة التقليدية ومجموعة من المتدخلين.
كما يتعلق الأمر ببرامج تنموية بشراكة مع عدة أطراف، ولا سيما مؤسسة محمد الخامس للتضامن، وتهم تكوين مجموعة من الحرفيين في مجال البناء التقليدي من أجل توفير يد عاملة قادرة على المساهمة في مجهودات إعادة بناء المساكن المتضررة من الزلزال.
وتهم هذه البرامج كذلك تكوين أكثر من 100 من النساء الحرفيات بإقليم الحوز في مجال النسيج والزرابي، وذلك في رحاب مركز تابع لمؤسسة محمد الخامس للتضامن، وتمكينهن من الاستفادة من أجهزة تقنية في أفق استئناف الأنشطة في هذا المجال.