أشادت إسبانيا بجهود المغرب في إحباط محاولات الهجرة الجماعية نحو مدينة سبتة المحتلة، أول أمس الأحد “15 شتنبر”.
وأشارت الحكومة الإسبانية إلى جهود المغرب في كبح عمليات الاقتحام الجماعي لسبتة، حيث نوهت وزيرة الشؤون والأمن الاجتماعي والهجرة، إيلما سايز، بـ”الجهد الهام” الذي يبذله المغرب على طول الحدود مع سبتة لاحتواء محاولات الهجرة الجماعية.
وقالت سايز في مؤتمر صحفي أمس الاثنين “إن التعاون مع المغرب سلس ومريح للغاية، وذلك بفضل العمل الاستثنائي لقوات الأمن المغربية وقوات الأمن الإسبانية، وفي ظل جهود دائمة ومتبادلة للطرفين”.
من جانبه، أشاد رئيس الحكومة المحلية بسبتة، خوان فيفاس، بدور المغرب في التصدي لعمليات الهجرة الجماعية إلى سبتة، مشيرا إلى أن السلطات المغربية قامت بعملية “بارزة جداً” ساهمت في إحباط العمليات المستمرة والمكثفة لاقتحام سبتة.
وتابع قوله: “أعتقد أنه يجب استغلال هذه الفرصة للإشادة بالعمل الممتاز الذي قام به الحرس المدني والشرطة الوطنية يوم أمس”، مشيرا إلى هذا العمل يتم طوال العام، وبالتالي يستحقون أكبر تقدير منا، في ظروف غاية في الصعوبة ولفائدة وحدتنا الإقليمية” وفق تعبيره.
في نفس السياق، أشارت وزارة الداخلية الإسبانية إلى “الجهود الكبيرة” التي بذلها المغرب على طول الحدود مع سبتة لمنع الاقتحام الجماعي للمدينة، كاشفة أنه لم يتم تسجيل أي حالة تسلل إلى سبتة طيلة يوم أول أمس الأحد.
وأشارت الوزارة إلى أن التعاون مع قوات الأمن المغربية يبقى تعاونا دائما، وأن “العمل الاستثنائي، المستمر خلال الأيام الأخيرة، قد مكن من السيطرة على الوضع”.
ومكنت المجهودات الأمنبة التي فرضتها السلطات المغرببة بالمعبر وعلى طول الحدود مع المدينة المحتلة وداخل مدن الفنيدق والمضيق وتطوان وطنجة، من منع المرشحين من التسلل إلى سبتة رغم إقدامهم على عشرات المحاولات للوصول إلى البحر والسياج الحدودي.
وعرفت المنطقة استنفارا أمنيا كبيرا جدا لمواجهة التدفقات الكبيرة لآلاف المرشحين للهجرة السرية، فيما انتشلت الوقاية المدنية جثتين بشاطئ الفنيدق، بعد زوال أول أمس الأحد، يُرجح أنهما تعودان لمرشحين للهجرة السرية سباحةً نحو مدينة سبتة المحتلة، فيما تم إنقاذ شخص ثالث من الغرق.
وكان المغرب قد دفع بتعزيزات أمنية كبيرة إلى معبر سبتة والمناطق المحيطة به، وبالفنيدق، السبت والأحد، في ظل عمليات توافد غير مسبوقة لمرشحي الهجرة السرية مشيًا على الأقدام إلى المنطقة، عقب انتشار دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي لتنفيذ “هجرة جماعية” يوم 15 شتنبر.
وانتشر عناصر الأمن والدرك الملكي والقوات المساعدة بكافة المناطق المتاخمة للحدود مع سبتة، مع تطويق كامل للمعبر الحدودي، إلى جانب تعزيز تواجدها بشكل مكثف في مختلف شوارع وأحياء الفنيدق والمضيق وتطوان.
وأفادت وزارة الداخلية في وقت سابق أن المجهودات الحثيتة للسطات المغربية مكنت من إحباط 75.184 محاولة للهجرة غير الشرعية خلال سنة 2023، بارتفاع بنسبة 6 في المائة مقارنة بسنة 2022.
كما بصمت المملكة المغربية، خلال سنة 2023، على نجاعة أنظمة مراقبة الحدود والسواحل، ومواجهة ضغوط هجرة مستمرة ومتزايدة في وسط إقليمي غير مستقر ومحفوف بمخاطر متعددة.
وأبرزت وزارة الداخلية في وقت سابق أن عمل شبكات الاتجار بالبشر لم يشهد أي تراجع، مشيرة إلى تفكيك أكثر من 419 شبكة، بزيادة 44 في المائة مقارنة بسنة 2022، لافتة إلى أن هذه الشبكات تعمل باستمرار على تطوير استراتيجياتها وتجميع خدماتها وأنشطتها الإجرامية.
كما أشارت إلى إنقاذ 16.818 مهاجرا (زائد 35 في المائة مقارنة بسنة 2022)، تلقوا المساعدة والمواكبة الطبية والإقامة والتوجيه، في إطار التدبير الإنساني للحدود.
واستحضر المصدر ذاته تسجيل 6 عمليات اقتحام في محيط سبتة ومليلية المحتلتين، شارك فيها أكثر من 1400 مهاجر (ناقص 62 في المائة مقارنة بسنة 2022)، مبرزا أن 5844 مهاجرا غير شرعي استفادوا من العودة الطوعية إلى بلدانهم الأصلية في احترام لحقوقهم وكرامتهم، بتنسيق مع المنظمة الدولية للهجرة والبعثات الدبلوماسية (زائد 62 في المائة مقارنة بسنة 2022).
وتعكس هذه الجهود المساهمة الكبيرة للمملكة المغربية في مجال الأمن الإقليمي، ومكافحة شبكات الاتجار عبر الحدود، والتزام المغرب التضامني مع جميع الشركاء من أجل مقاربة جماعية أمام الرهانات والتحديات المتعلقة بقضية الهجرة.
ويضع المغرب، من خلال تحمل مسؤولياته في تدبير الهجرة، العنصر البشري في صلب انشغالاته، بفضل الرؤية والتوجيهات الملكية السامية، معتمدا استراتيجية وطنية للهجرة واللجوء شكلت تحولا حقيقيا في حكامة الهجرة، من خلال دمج مركزية نموذج احترام حقوق المهاجرين في منطق تضامني وشامل.
في ما يلي معطيات بالأرقام عن الجهود الجبارة التي تبذلها المملكة في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية.
– إجهاض أزيد من 360 ألف محاولة للهجرة غير الشرعية منذ سنة 2017 .
– منذ سنة 2018 استفاد أزيد من 8100 مواطن إفريقي من عمليات العودة الطوعية التي تنظمها وتمولها وزارة الداخلية سواء عن طريق البر أو الجو.
– إعادة 2400 شخص سنة 2021 وأزيد من 1100 شخص سنة 2020، وذلك في إطار برنامج العودة الطوعية.
– إنقاذ البحرية الملكية المغربية ما يقرب من 15 ألف شخص في البحر في سنة 2021 و2384 شخصا في 2022.
– تفكيك 1300 شبكة خلال السنوات الخمس الأخيرة فقط .
– توقيف 32 ألف و733 مرشحا للهجرة غير الشرعية، من بينهم 28 ألف و146 من جنسيات أجنبية مختلفة.
– تفكيك 92 شبكة إجرامية، وتوقيف 566 منظما ووسيطا، بنسبة زيادة فاقت 36 بالمائة مقارنة مع سنة 2021 ، التي عرفت توقيف 415 منظما للهجرة السرية.
– بلغت وثائق السفر وسندات الهوية المزورة المحجوزة خلال محاولات الهجرة غير النظامية 832 وثيقة، فضلا عن حجز 193 قاربا و156 محركا بحريا و61 ناقلة استخدمت في تنظيم عمليات الهجرة.
– تسوية أوضاع حوالي 50 ألف مهاجر بفضل العملية الاستثنائية لتسوية أوضاع المهاجرين في المغرب ، التي أجريت في عامي 2014 و 2017.