متابعة
أكد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، يوم أمس الاثنين بنيويورك، التزام المغرب “الراسخ” بتنفيذ ميثاق المستقبل الذي اعتمدته الأمم المتحدة، بهدف بث دينامية جديدة في نظام تعددية الأطراف، بما يخدم السلام والتنمية العادلة والدامجة.
وقال رئيس الحكومة، في كلمة خلال قمة المستقبل، التي دعا إليها الأمين العام للأمم المتحدة، “هذه القمة التي تنعقد في سياق عالمي مليء بالتحديات المعقدة، “فرصة فريدة من نوعها لتجديد تمسكنا بميثاق الأمم المتحدة”.
كما تمثل القمة، بحسب أخنوش، فرصة لإعادة تأكيد “التزامنا الجماعي بالعمل على بث دينامية جديدة في نظام تعددية الأطراف، وذلك لتحقيق مستقبل أفضل ومستدام للحاضر وللأجيال القادمة”
وشدد على أن بات “من الضروري وضع السلام والاستقرار والتنمية في صلب عملنا الجماعي. ومن هنا تأتي الحاجة إلى مقاربة عالمية دامجة، تقوم على الثقة والحوار والاحترام المتبادل”.
ودعا إلى أن يرتكز تجديد العمل متعدد الأطراف على “إرادة سياسية حقيقية للعمل بشكل جماعي. إذ نحن مدعوون أيضا إلى تعزيز الحلول الدامجة، القائمة على الإنصاف والشرعية والتضامن”.
وذكر أخنوش برسالة الملك محمد السادس إلى المشاركين في الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، التي انعقدت بمراكش، احيث قال إن “التطورات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي شهدتها السنوات الأخيرة تستدعي إصلاح المؤسسات والقواعد التي تحكم نظام تعددية الأطراف”.
وحث أخنوش على وضع إفريقيا في صلب أولويات عمل الأمم المتحدة والإجراءات المتخذة من طرفها، متسائلا “ألا تمثل إفريقيا معيارا لقياس فعالية التعاون التنموي وتعبئتنا الجماعية لصالح المثل العليا للسلام والاستقرار والتنمية في مختلف أنحاء العالم؟”.
“لذلك نحن مدعوون، أكثر من أي وقت مضى، لمساعدة إفريقيا على تحويل التحديات الحالية التي تواجهها إلى فرص سانحة لتحقيق التنمية”، يضيف المتحدث.
وحث على ضرورة ترجمة الالتزامات التي تم التعهد بها إلى إجراءات ملموسة وقابلة للقياس، “خاصة وأن مكافحة التغير المناخي، ومكافحة الإرهاب والتطرف، والاتجار بالبشر، ومكافحة الفقر، والفوارق الاجتماعية، وانعدام الأمن الغذائي، تتطلب إرادة سياسية متجددة ونشطة”.
وفيما يتعلق بالمناخ، أشار إلى أن المغرب رفع سقف طموحاته عبر تحديد هدف جديد يتمثل في خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 45.5% بحلول عام 2030. “ويهدف المغرب أيضا إلى زيادة حجم الاستثمار في الطاقات المتجددة، بما في ذلك الهيدروجين الأخضر، لدعم تحقيق الهدف المحدد في تجاوز 52% من حصة الطاقة النظيفة في مزيج الكهرباء بحلول 2030”.
“وهي الجهود نفسها التي تبذل في مجالات الحماية الاجتماعية وتعزيز السيادة الغذائية والصحية”، يقول أخنوش، مذكرا بما قاله الملك محمد السادس في خطاب العرش الأخير: “إن ما حققناه يعطينا الثقة في الذات، والأمل في المستقبل”.
وجمعت قمة المستقبل، التي تندرج في إطار المناقشة العامة للدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، قادة دول وحكومات بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، إلى جانب ممثلي منظمات دولية والمجتمع المدني.
وبهذه المناسبة، اعتمدت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ميثاق المستقبل، الذي يتضمن على الخصوص التزاما بتقليص الهوة الرقمية وتسريع وتيرة إنجاز أهداف التنمية المستدامة.