أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، أمس الأربعاء بالرباط، أن المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار 2030 يشكل مرحلة مفصلية في أفق الارتقاء إلى نموذج جامعي بمعايير دولية، مشددا على أن الرقميات تشكل ركيزة أساسية لمواكبة التحولات التكنولوجية المتسارعة.
وأوضح ميراوي، خلال اللقاء الوطني الخاص بمواكبة وتتبع المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي، أن هذا النموذج الجامعي يرتكز على التمكين والتعلم مدى الحياة، بغية إعداد رأسمال بشري ذي جودة، قادر على الاستجابة لمتطلبات التنمية الشاملة والمستدامة.
وأكد الوزير، خلال هذا اللقاء الذي حضره رؤساء جامعات وعمداء وخبراء من جميع الجامعات المغربية، أن خيار المركبات والأقطاب الجامعية المندمجة يعد أحد الركائز الأساسية للمخطط الوطني باعتبارها الفضاء الأمثل لتوفير إطار متكامل يضمن شروط النجاح الأكاديمي ويغني التجربة الحياتية للطالبة والطالب، التي لا تقل أهمية عن الحصول على الدبلوم.
وأضاف أن الرقميات تشكل ركيزة أساسية لمواكبة التحولات التكنولوجية المتسارعة جراء بروز الذكاء الاصطناعي واعتبارا أيضا لخصوصيات الجيل الجديد التي تشكل الرقميات جزءا لا يتجزأ من حياته اليومية.
وسجل الوزير أن الرقميات تتيح أيضا الفرص لمعالجة بعض الإكراهات التي يثيرها الطلب المتزايد على التعليم العالي والإشكالات ذات الصلة بالتأطير البيداغوجي، مشددا على أن إعداد رأسمال بشري م م كن وذو قدرات عالية على الصمود أمام التحولات المتسارعة للسياق الوطني والدولي يشكل الغاية والوسيلة للدفع قدما بوتيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للمملكة.
وأبرز أن النموذج البيداغوجي الجديد، الذي جاء به المخطط الوطني، ارتكز على المحددات التي من شأنها أن تعزز من قدرات ومهارات الخريجين وملاءمتها للأولويات التنموية للبلاد، مذكرا في هذا الصدد أن التنظيم البيداغوجي الجديد ارتكز على ثلاثة مكونات تهم تعزيز الكفاءات المعرفية، من خلال إحداث مسالك تكوينية جديدة، وفق أحدث المقاربات البيداغوجية، بشراكة مع القطاعات السوسيو – اقتصادية، حيث تندرج في هذا الإطار مسالك التكوين داخل مراكز التميز التي تم إحداثها والتي تشمل مجالات واعدة ذات الصلة بمهن المستقبل.
ويهم المرتكز الثاني النهوض بالقدرات اللغوية والانفتاح على اللغات الأجنبية، باعتبارها أداة ناجعة لتحصيل أكاديمي جيد، ووسيلة للانفتاح الثقافي ولكن أيضا كرافعة أساسية لتعزيز قابلية التشغيل، في حين يتعلق المرتكز الثالث بتطوير مهارات القوة لدى الطلبة التي تعد الركيزة الأساسية للتمكين، لما توفره من قدرة على صقل شخصية الطالبة والطالب وتعزيز تشبثهم بالهوية الوطنية، وذلك من خلال وحدات تكوينية رقمية في مجالات الثقافة والفنون والمسرح والموسيقى والمواطنة والتاريخ.
وأكد ميراوي، في هذا السياق، على الدور المحوري للأنشطة الجامعية الموازية والتي تم إدراجها ضمن الأرصدة القياسية ومركزية تطوير المهارات الرقمية لدى الطلبة خصوصا في مجال الذكاء الاصطناعي واستخداماته المتعددة.
ويتمحور هذا اللقاء الوطني حول مواضيع تهم مهمة مواكبة وتتبع ميثاق تسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار 2030، بما فيها تعلم اللغات والأنشطة الجامعية الموازية، ومراكز التميز، والرقمنة والابتكار.