شاعيق عبد العزيز
تعد مكافحة دور الصفيح جزءا من الإرادة الملكية السامية لتحسين ظروف عيش المواطنين وتوفير بيئة حضرية تتماشى مع تطلعات المغرب نحو التنمية المستدامة.
ومدينة الدار البيضاء، باعتبارها القلب الاقتصادي للمملكة، أصبحت مركزا رئيسيا لتنفيذ هذا البرنامج الطموح، الذي يسعى لإعلان المدينة خالية من دور الصفيح بحلول عام 2027.
فقد أطلق الوالي مهيدية برنامجا شاملا لإعادة إيواء قاطني دور الصفيح، والذي قطع أشواطا هامة منذ انطلاقه.
وتمحورت هذه الجهود حول توجيه خطط تدخل فعالة وتعبئة الموارد المالية اللازمة، لتقديم حلول مستدامة وعملية.
ومن أبرز المحطات في هذا الإطار، توقيع اتفاقية تمويل كبرى في غشت 2024 بقيمة 15.64 مليار درهم، تستهدف إعادة إيواء 62 ألف أسرة بنهاية سنة 2027.
يتميز البرنامج الجديد بمقاربة مبتكرة قائمة على الشراكة مع القطاع الخاص، وهو ما تجسد في توقيع 60 اتفاقية مع منعشين عقاريين لتوفير أكثر من 55 ألف شقة، تضمن ظروف معيشية كريمة.
تم اختيار هذه الوحدات السكنية بناء على معايير دقيقة تشمل الموقع الجغرافي، القرب من وسائل النقل العام، وتوافر المرافق الاجتماعية والخدمات الأساسية.
وبفضل هذه الشراكات، أصبحت المعايير المتبعة أكثر دقة وشفافية لضمان توفير شقق ذات جودة عالية تستجيب للمتطلبات الاجتماعية والبيئية.
إلى جانب ذلك، تم اعتماد آليات تنفيذية فعالة لتسريع وتيرة الإنجاز وضمان حسن سير العملية.
من أبرز هذه الآليات، تعميم نظام “الشباك الوحيد” في الدوائر والملحقات الإدارية المعنية، مما سيساهم في تبسيط الإجراءات وتخفيف العبء على المستفيدين.
كما تم تطوير نظام معلومات جغرافي رقمي لتتبع سير العمليات بدقة وشفافية، بدءا من الإحصاءات وحتى عمليات الهدم، مما سيوفر بيانات آنية تسهم في اتخاذ قرارات مبنية على معطيات دقيقة.
تشكل هذه الجهود جزءا من رؤية شاملة تهدف إلى تحسين البيئة المعيشية للمواطنين في إطار من العناية الملكية، بما يرسخ فلسفة القرب وتيسير الوصول إلى سكن لائق.
