افتتحت الجمعة، انطلاقا من مدينة فاس، نهائيات الدورة الأولى من مسابقة مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في الحديث النبوي الشريف، بمشاركة فروع المؤسسة في 48 بلدا إفريقيا.
وتعرف هذه المسابقة، التي تنظمها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، عن بعد، على مدى ثلاثة أيام، مشاركة 122 متسابقا ومتسابقة، منهم 20 من الإناث.
وتُجرى هذه المسابقة في ثلاثة أصناف من الحفظ والفهم وهي حفظ أربعين حديثا سندا ومتنا دون السؤال عن رُواتها ومعاني ألفاظها، واستظهار ثلاثين متنا حديثيا مع ذكر ما انتهت إليه رواية الحديث وفهم دلالة ألفاظها، وحفظ عشرين متنا من أحاديث الأحكام مع بيان ما تضمنته من فوائد فقهية.
وكانت الأمانة العامة للمؤسسة قد نظمت خلال شهري يوليوز وغشت 2024، بتنسيق وتعاون مع كافة فروعها الثمانية والأربعين في البلدان الإفريقية، الأطوار الإقصائية للدورة الأولى، حيث نظم كل فرع مسابقة على مستوى بلده لاختيار المترشحين والمترشحات الذين سيمثلون فروع المؤسسة في هذه النهائيات.
وستشرف لجنة تحكيم المسابقة، المكونة من أعضاء من المملكة المغربية ومن بلدان إفريقية أخرى، على تقييم وتنقيط المتسابقين والإعلان عن الفائزين عبر تقنية التناظر المرئي (زوم).
وتضمنت الجلسة الافتتاحية للمسابقة عرض فيلم وثائقي حول مسابقة مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في الحديث النبوي الشريف في دورتها الأولى، استعرض سياق إحداث المسابقة، وإجراءات الإعداد والتحضير التي ارتبطت بها.
وأشار الفيلم الوثائقي إلى أن الأمانة العامة للمؤسسة بادرت إلى إحداث لجنة علمية أوكل إليها إعداد تصور علمي عن المسابقة من حيث مضمونها وفروعها وأصنافها وموضوعاتها وسلم تقويمها ومصادرها، مبرزا أن اللجنة العلمية قامت، بعد لقاءات متعددة حضورية وعن بعد، باعتماد دليل للمسابقة يتضمن 90 حديثا تم اختيارها حصرا من الموطأ برواية يحيى بن يحيى الليثي، والصحيحين فقط.
وأكد المصدر ذاته، أن الأمانة العامة للمؤسسة أشرفت على تسجيل هذه الأحاديث صوتا وصورة، وتكلف بقراءتها نخبة من علماء وعالمات المملكة المغربية، ونظرائهم من البلدان فروع المؤسسة.
وتأتي مسابقة مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في الحديث النبوي الشريف، بحسب المنظمين، تفعيلا لأهداف المؤسسة القاضية بخدمة القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، وتنفيذا لتوصيات اجتماع المجلس الأعلى للمؤسسة في دورته العادية الرابعة بمدينة فاس، والمتعلقة بإحداث مسابقة في الحديث النبوي الشريف.
كما يجسد إحداث مسابقة في الحديث النبوي الشريف عناية المغاربة تأسيا بسلاطينهم منذ القدم بالعناية بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي العناية التي سار عليها أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، من خلال تجديده لمسار الدراسة بمؤسسة دار الحديث الحسنية، وحرص جلالته على ختم صحيح البخاري في شهر رمضان، وإنشائه لمنصة محمد السادس للحديث الشريف.
وتتوخى هذه المسابقة التعريف بالسنة النبوية ومكانتها في التشريع الإسلامي، وتوجيه الناشئة والشباب الإفريقي إلى الاهتمام بأحاديث المصطفى عليه السلام بغية تعميق الوعي بهدي السنة النبوية وبث القيم الإنسانية، وحثهم على التأسي بالشمائل المحمدية وفضائل الصحابة السنية.