الكرة المغربية بين مطرقة “الانحدار المحلي” وسندان توهج وجهها الخارجي

الكرة المغربية بين مطرقة “الانحدار المحلي” وسندان توهج وجهها الخارجي

- ‎فيواجهة, رياضة
128
0
SAVE 20241023 114948
إكسبريس تيفي

إلياس ديلالي

في ظل الطفرة الكروية التي يشهدها المغرب في السنوات الأخيرة بعد إنجاز كأس العالم في قطر والنقلة النوعية والفكرية التي أثرت على نتائج المنتخبات كوجه خارجي للكرة المغربية، تعيش البطولة الوطنية واحدة من أكثر الحقب تدهورًا من كل الجوانب وتسير من سيئ إلى أسوأ.

 

تشهد البطولة الوطنية تراجعا واضحا في المستوى العام، سواء على صعيد الأداء الفني للأندية أو جودة التنافسية بين الفرق، حتى شمعة الإبداع في المدرجات بدأت تنطفئ رويدًا رويدًا. هذا التراجع يثير العديد من التساؤلات حول الأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذا الانحدار، وما إذا كانت هناك حلول فعلية لإعادة البطولة إلى المسار الصحيح.

تحليل هذه الظاهرة يتطلب النظر في عدة عوامل مترابطة تؤثر على المستوى الكلي لكرة القدم الوطنية، وفي نفس الوقت وجب دق ناقوس الخطر بسبب ما قد يترتب عن هذا الانحدار مستقبلاً، خصوصًا على المستوى القاري بتواجد من يتطور بسرعة مخيفة.

فبغياب الاستمرارية في سياسات الأندية، سواء من حيث الإدارة أو التكوين، هذا الأخير الذي يعد الحلقة الأهم في المنظومة الكروية، فالتكوين لا يقتصر على اللاعبين فقط بل حتى المسير، والإداري، والطبيب، والحكم.

 

كباقي البطولات في كل بقاع العالم، تشهد البطولة المغربية في كل موسم جدلاً واسعًا حول الأخطاء التحكيمية ومدى تأثيرها بشكل مباشر وغير مباشر على نتائج المباريات ومصير الأندية والبطولات. ومع اختلاف أصابع الاتهام ومحاولات التبرير، إلا أن الأمر بدأ يأخذ منحى جديًا، خصوصًا عندما تشاء الصدف أن يكون الطرف المستفيد من الأخطاء هو نفسه.

 

الأخطاء أمر وارد، لكن عندما يصبح المستفيد واحدًا، سيتسرب فكر “النية المبيتة وخدمة المصالح” إلى الجماهير، وحتى بعض الإدارات، التي فقدت الثقة في جهاز التحكيم، مما يبرر تكرار المشاهد التي تعبر عن احتجاجات جماهيرية على قرارات الحكام، سواء داخل الملاعب أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.هذاا التوتر يؤثر على العلاقة بين الحكام والمجتمع الكروي بكل أطرافه، مما يهدد بزيادة التصعيد وخلق أجواء غير صحية.

 

من الواضح أن الجيل الجديد من الحكام المغاربة يعاني من نقص في التكوين المستمر والتحليل العميق للقوانين المتجددة للعبة. ففي ظل التغيرات المستمرة في قوانين كرة القدم، من الضروري أن يتلقى الحكام تدريبات مستمرة تساعدهم على تحسين أدائهم واتخاذ قرارات دقيقة خلال المباريات.

فلكي نكون صريحين ونتكلم بكل جرأة، الكرة المغربية تسير بسرعتين مختلفتين، سرعة TGV بقيادة الجامعة وعلى متن قطارها المنتخبات، وسرعة قطار الفحم بقيادة العصبة الاحترافية وعلى متنه صورة شاحبة للكرة الوطنية.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *