في رحاب خيمة الإبداع، ضمن فعاليات الدورة الخامسة والأربعين لموسم أصيلة الثقافي الدولي المنظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس بمبادرة من مؤسسة منتدى أصيلة وبشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل وبلدية أصيلة، تعاقب أزيد من 20 شخصية، على منصة المنتدى اليوم الأربعاء، للاحتفاء والحديث عن محمد الأشعري، الصحافي والشاعر والأديب والسياسي والوزير.
في كلمة مقتضبة، أكد الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، محمد بن عيسى، أن “خيمة الإبداع” تحتفي في دورة هذا العام بسيرة أديب لامع وكاتب صحفي مقتدر، معتبرا أن المثقف الألمعي والشخصية الفذة المحتفى بها “جمعت من كل فن طرفا، فهو الشاعر والمبدع الروائي والقصصي، وهو الكاتب الصحفي الذي انفرد بأسلوبه، وهو العاشق للفنون البصرية”.
وأبرز أن تكريم الأديب محمد الأشعري، بحضور صفوة من حملة القلم وعشاق الأدب، هو اختيار “ذو بعد ثقافي وأخلاقي، نكرم في شخصه قيم الإبداع من جهة، ومبادئ الالتزام الفكري من جهة ثانية”، موضحا أن المؤسسة جمعت الشهادات المقدمة في حق المحتفى به خلال “خيمة الإبداع” في كتاب حمل اسم “محمد الأشعري، سيرة قلم”.
بدوره، وصف الكاتب والإعلامي ورئيس جلسة خيمة الإبداع، عبد الإله التهاني، أن الأشعري مبدع في عدة “خيمات” وحاز بكتاباته عدة ألقاب ذات حمولة ثقافية مميزة، هو مبدع بأوجه متعددة في عدة أجناس من الكتابة، مبرزا أن “قصائده شغف مستمر بالحياة والحرية، واحتفال مدوي بانتصار التضحيات”.
وتابع أنه راهن، عبر دواوينه الأحد عشر، على النثر لإنتاج بلاغة شعرية مغايرة تقوم على التجريب في اللغة والاستعارة، موضحا أن أعماله الروائية، التي بلغت ست روايات، تكشف عن قدرة إبداعية خلاقة وخيال واسع ينبش في مرحلة عاشها من الداخل، وكان واحدا من شهودها والفاعلين في سياقاتها الثقافية والسياسية والإعلامية والمدنية.
أما الناقد والباحث الأكاديمي، عبد الفتاح الحجمري، فقد ركز على محمد الأشعري الكاتب المسرحي، الذي أنتج نصين مسرحيين بعنوان “عيون زجاجية” و”شكون انت؟”، حيث شرح في المسرحية الأخيرة بعين الأديب المتجرد تناقض السلطة، من خلال شخصية بطل المسرحية، رمسيس، ذي الشخصية الغامضة والمركبة، موضحا أن الأديب اختار الكتابة هنا بـ “دارجة مغربية قوية ومتينة وصافية وتحمل أكثر من دلالة”.
بدوره، نثر الناقد والباحث في الأدب واللغة والثقافة، عبد الحميد عقار، شذرات، من بحثه حول رواية “جنوب الروح” للأشعري والتي تشكل، إلى جانب روايات أخرى، من وجهة الناقد، “بداية لحظة تحولية في مسار الرواية العربية”، مبرزا بلاغتها الأدبية وبناءها السردي وجماليتها اللغوية.
من جهته، تطرق الكاتب الصحفي والباحث والمترجم، لحسن عسيبي، إلى الكتابة في بعدها السياسي والصحفي لدى محمد الأشعري الذي ينتمي للجيل الناهض الذي “يؤطره قلق الوعي الشقي في أفق الإصلاح”، مبرزا أن الاشعري “انتصر بوعي منذ بداية كتاباته، لأنه اعتبر أن الكتابة بمثابة وثيقة في التاريخ عبر الأدب”.
أما الروائية والناقدة والباحثة الأكاديمية، زهور كرام، فقد تطرقت إلى الأدبية السردية ضمن رواية “من خشب وطين”، معتبرة أن هذه الرواية هي دعوة للتفكير في التحولات السياسية والمجتمعية والاقتصادية للمغرب وأيضا للتفكير في تحول نظرية السرد الروائي.
من جانبها، كشفت الباحثة حورية الخمليشي عن تجاور الشعرية والسرد في أعمال محمد الأشعري، مشيرة إلى أن هذا الكاتب المبدع أكسب القصيدة سحر السرد، كما أضفى بالمقابل على رواياته مسحة شعرية مبدعة.
وأكد الأشعري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، أن “خيمة الإبداع” هي فعالية تركز من خلالها مؤسسة منتدى أصيلة على إبراز التجارب الأدبية والعلمية والفنية في المغرب والاحتفاء بها، مشيدا بالعمل الدؤوب والمستمر للمؤسسة التي أسدت خدمات كبيرة للثقافة المغربية، وما حققته من تراكم في الدراسات والابحاث حول المشهد الثقافي والفني بمختلف تجلياته وتعبيراته.