قال رضوان الحيمر مدرب فريق شباب السوالم الرياضي لكرة القدم، في حوار حصري مع جريدة “إكسبريس تيفي” أمس الأربعاء 30 أكتوبر 2024، إن الرجاء الرياضي سيعود بقوة للمنافسة على لقب البطولة الاحترافية في موسمها الحالي، رغم البداية المتعثرة التي يتخبط بين ثناياها.
كما تطرق إلى البداية الجيدة التي يبصم عليه فريقه باحتلاله المركز السابع، برصيد 12 نقطة، من أصل 3 انتصارات، 3 هزائم وتعادلين. مؤكدا أنها نتيجة عمل دؤوب انطلق الموسم الماضي، مع لاعبين تحدوهم إرادة قوية من أجل تقديم مستويات متميزة للبحث عن فرص مع نوادي أكثر احترافية داخل المغرب أو خارجه.
كما تحدث عن الحب المتبادل مع جماهير فريق الرجاء الرياضي، والاسباب الكامنة وراء عدم تقة إدارة القلعة الخضراء في بروفايل رضوان الحيمر كونه واحدا من أبناء النادي. مشيرا إلى إقصاء الإطار المغربي داخل الرجاء والجيش الملكي بشكل خاص، وداخل البطولة الاحترافية بشكل عام.
من هو رضوان الحيمر ؟
رضوان الحيمر من مواليد 22 أكتوبر 1973، بالدار البيضاء لاعب كرة قدم سابق، لعب كظهير أيسر في نادي الرجاء الرياضي، في الفترة الممتدة ما بين 1993 و 2006 يُدرّب حاليا نادي الشباب الرياضي السالمي الذي حقق معه الصعود للقسم الأول ضمن البطولة الوطنية الاحترافية سنة 2021، بعد 12 سنة على رأس عارضه التقنية، منذ أن كان في القسم الثاني هواة.
حقّق الحيمر 16 لقبا طيلة مسيرته مع نادي الرجاء الرياضي، ويعتبر بذلك ثاني أنجح لاعب مغربي في تاريخ البطولة من حيث الألقاب بعد عبد اللطيف جريندو، الذي حصل على 19 لقبا.
فيما يلي نص الحوار كاملا:
الشباب الرياضي السالمي يبصم على بداية جيدة خلال الموسم الكروي الحالي كيف تفسر ذلك ؟
تعود فريق شباب السوالم الرياضي لكرة القدم، على تقديم مستويات جيدة، طيلة المواسم الكروية الثلاثة الأخيرة التي قضاها في القسم الوطني الأول منذ صعوده موسم 2021-2022 نتيجة إحساس اللاعبين بالمسؤولية للعب لنادي محترم بقيمة شباب السوالم، ورغبتهم في تقديم مستويات جيدة تشرفهم وتشرف المدينة وجميع مكونات النادي.
إضافة إلى رغبة هؤلاء اللاعبين في تقديم مردود جيد في كل جولة، في إطار كل بطولة، من أجل التسويق لأنفسهم للبحث عن فرص أفضل مع أندية كبرى كالوداد، والرجاء والجيش ونهضة بركان، للمشاركة في إحدى البطولات القارية التي تخول لهم التسويق لبروفايلاتهم على المستوى القاري، والبحث عن تمثيل المنتخب المغربي، الذي يظل حلم كل لاعب في البطولة.
أما بخصوص الموسم الكروي الحالي فهو استمرارية للعمل الدؤوب الذي انطلق الموسم الماضي، مع نفس اللاعبين، نفس الطاقم التقني ونفس الإدارة، حيث بدلنا جهدا كبيرا نهاية الموسم الماضي، من أجل إنقاذ الفريق من السقوط إلى القسم الثاني. وواصلنا العمل بداية الموسم الكروي الحالي مبكرا بغية تفادي تكرار سيناريو الموسم الماضي.
الموسم الماضي غادرت شباب السوالم إلى الكوكب المراكشي وبعدها عدت إلى الشباب مجددا، هل كان الدافع ماديا صرفا ؟
قضيت 12 عاما مع شباب السوالم الرياضي منذ أن كنا في قسم الهواة، لم تكن المسائل المادية يوما ما موضوع اختلاف بيني وبين إدارة النادي، حيث اشتغلنا في ظروف مختلفة طيلة هذه المدة، وحققنا الأهم هو الصعود مع هذا الفريق من القسم الثاني الهواة إلى القسم الوطني الأول.
كانت مغادرتي لأسوار السوالم الموسم الماضي استجابة لرغبة المكتب المديري للفريق، الذي قرر حينها تبني نهج وتوجه جديد في سياسته التسيرية، بناءا على معايير وأهداف معينة. لكن مع مرور الوقت وتوالي جولات البطولة الاحترافية، وجد الفريق نفسه يصارع من أجل البقاء، فطُلب عودتي مجددا بعد اتصال هاتفي من الرئيس. استجبت لنداء القلب ولبيت الدعوة. والحمد لله تمكننا من تقديم مستوايات جيدة، قدمنا كرة قدم جميلة، وحققنا 11 نقطة -من أصل 14 بعد حدف 3 نقاط من رصيدنا لصالح اتحاد تواركة– خولت لنا البقاء ضمن قسم الكبار.
بعد قبول عرض إدارة شباب السوالم اشتغلت كمشرف عام على الفريق، كون القانون يمنع تدريب فريقين خلال موسم كروي واحد، ووُعدت من طرف الإدارة بالاستمرار على رأس العارضة التقنية في حال ضمان البقاء، حققنا الأهم والحمد لله تواصلت الرحلة مع هذا الفريق الطموح الموسم الحالي.
ما هي الأهداف المسطرة مع الإدارة خلال الموسم الكروي الحالي ؟
يواجه الفريق مشاكل مادية صعبة للغاية تقتضي تضحيات جسيمة من كل مكونات النادي دون استثناء من أجل الظهور بالمستوى الحالي. فميزانية لاعبيْن من نهضة بركان على سبيل المثال لا الحصر، تعادل القيمة الكاملة التي يسير بها فريق شباب السوالم خلال موسم كروي كامل، حيث تعاني جميع مكونات الفريق من لاعبين وأطر تقنية من صعوبات مالية كثيرة، من نقص في منح التوقيع والأجور الشهرية، والمنح السنوية.
من هذا المنطلق تبنى المكتب المديري الحالي سياسة منح الفرصة للاعبين من مستوى عادي أومتوسط، والاشتغال معهم، بالإمكانيات التقنية والمادية المتوفرة، من أجل تطوير مستوياتهم، تحسين تناقسيتهم، والرفع من مستوى حاهزيتيهم لخوض غمار البطولة الوطنية الاحترافية، التي تطورت كثيرا في السنوات القليلة الماضية، حتى يتسنى لهم الظهور بمستوى جيد على أرصية الميدان، ينال إعجاب الفرق المنافسة التي نواجهها، وهو ما يعود على النادي بنفع مادي كبير، من خلال بيعهم أو بيع عقودهم لفرق أخرى.
صراحة نحن لا ننافس على المراكز الأولى، أو نصارع على لقب البطولة الوطنية الاحترافية أو ننافس على المراكز المؤهلة المسابقات الأفريقية، بقدر ما نطمح إلى تقديم مستويات جيدة في كل مباراة نلعبها، حتى نتمكن من الترويج للاعبينا، الذين نستثمر فيهم من أجل الاستفادة منهم ماديا، ولا أرى أن هذا عيبا بقدر ما هو استراتيجية تسيرية نتبناها في الوقت الراهن.
هل سبق لك أن تلقيت عرضا من إدارة الرجاء الرياضي؟
نادي الرجاء الرياضي، مرجع كبير في كرة القدم المغربية، الافريقية والعالمية، من المؤكد أنني أكن له حبا كبيرا، كونه فريقي الأم، الذي منحني الفرصة في الوصول إلى كل ما حققته كلاعب أو كمدرب، إضافة إلى حب الناس الذي لا يقدر بثمن، والذي ألامسه في أعين وأقوال محبي هذا النادي، سواء افتراضيا على منصات ومواقع التواصل الاجتماعي، أو واقعيا عند ملاقاة الناس في الشارع.
بعد إقالة كل مدرب داخل الرجاء يتم تداول اسمي على منصات التواصل الاجتماعي، وهو أمر متفهم كون طريقة لعبي تشبه الطريقة التي يلعب بها فريق الرجاء، المبنية على تقديم مردود جيد، تسجيل الأهداف والاداء الفرجوي، لكنني صراحة لم يسبق لي أن تلقيت أي اتصال هاتفي من طرف إدارة نادي الرجاء الرياضي، رغم عديد الأسماء التي مرت على رأس إدارة النادي.
صراحة يغبطني هذا الامر نسبيا كوني أراني قادرا على تقديم الإضافة، لهذا النادي الذي يستحق الكثير، لكن في كل مرة يتم منح الفرصة لمدرب أجنبي، للإشراف على نوادينا، نحن المدربون المغاربة وخاصة اللاعبين الرجاويين أعلم وأدرى بخبيا القلعة الخضراء وتاريخها وهويتها. وهو نفس المعطى يتكرر أيضا مع فريق الجيش الملكي الذي تطالب أنصاره بعد إقالة كل مدرب، بالتعاقد معي، لأنني الأقرب إلى أسلوب لعبه، لكن إدارة الفريق ترى الأمور من منظور آخر.
كيف ترى مستوى فريق الرجاء هذا الموسم ؟
صراحة، تراجع مستوى فريق الرجاء الرياضي خلال بداية الموسم الكروي الحالي، حيث كانت الجماهير الرجاوية تمني النفس في الاستمرار بنفس مستوى الموسم الماضي، الذي أنهاه الفريق بطلا للدوري الاحترافي ب 72 نقطة ب 21 انتصار و9 تعادلات، لكن بعض المشاكل الإدارية والتقنية، أثرت بشكل كبير على مردود اللاعبين، خلال بداية هذا الموسم.
أنا على يقين تام أن فريق الرجاء الرياضي سيعود بقوة هذا الموسم إلى المنافسة على المراكز الأولى، كوننا لانزال في بدايته وأعتقد أن الفرق بين نهضة بركان صاحب المركز الأول،والرجاء الرياضي لا يتعدى 6 أو 7 نقاط، علاوة على كون الفريق تعود خلال المواسم الأخيرة على التتويج بلقب البطولة الاحترافية، فمن المؤكد جدا أنهم عائدون بقوة للمنافسة على لقب هذا الموسم، والظهور بمستوى جد مميز في بطولة دوري أبطال إفريقيا.
كيف ترى مستوى البطولة هذا الموسم ؟
أعتقد أننا بصدد متابعة واحدة من أقوى نسخ البطولة الاحترافية في قسمها الأول منذ سنوات، كون فرق النقاط بين الفرق ضعيف جدا فعلى سبيل المثال نهضة بركان يتصدر الترتيب العام ب 17 نقطة ونحن في المركز السابع برصيد 12 نقطة، رغم أننا ضيعنا نقطتين سهلتين، في مباراة شباب المحمدية التي انتهت بالتعادل السلبي 0-0، برسم الجولة الخامسة من البطولة الاحترافية في قسمها الأول.
لو كان كان شباب المحمدية الفريق الذي عودنا على تقديم مستويات جيدة في البطولة الاحترافية، في المستوى هذه السنة كانت البطولة الاحترافية ستشهد تنافسا لا يُتصور، لكن رغم ذلك فالمنافسة محتدمة هجدا ذا الموسم، وفي حال استمرت على بهذا المردود أنا على يقين تام بأننا سنعيش نسخة غير عادية من البطولة الاحترافية هذا الموسم.