إكسبريس تيفي: الخنساء
تبدو الساحة الحقوقية في المغرب، في الآونة الأخيرة، مسرحًا لمناورات جديدة تتجاوز الأساليب التقليدية. فبعد أن فشلت محاولات بعض الأفراد مثل المعطي منجيب وفؤاد عبد المومني، الذين ينتمون إلى “قبيلة العدمية”، في تحقيق أهدافهم، ظهرت محاولات لإقحام اسم الأمير هشام العلوي في الصراع القائم. هذه المحاولات، في جوهرها، ليست مجرد تصعيد سياسي أو حقوقي، بل تشير إلى حاجة ملحة لبعض الأطراف لإعادة ترتيب أوراقهم بعد تراجع تأثيرهم.
فلنأخذ المعطي منجيب كمثال. في خطوة غريبة، اختار منجيب أن يقرأ رسالة دعم شخصية من عبد الله حمودي لفؤاد عبد المومني أمام الملأ، بدلاً من إيصالها بشكل خاص. هنا، يمكن للمرء أن يتساءل عن الدوافع الحقيقية وراء هذا الفعل. فبدلاً من أن تكون الرسالة رسالة دعم فردية، أصر منجيب على أن يكون لها طابع عام و الايحاء إلى علاقة محتملة بين الأمير هشام وكاتب الرسالة.
ولعل ما عزز هذه الفرضية هو مقال المهداوي اليوم الذي أورد فيه مقارنة غريبة بين عبد اللطيف وهبي والأمير هشام، مما يفتح المجال لتأويلات كثيرة حول أهداف هؤلاء الأشخاص. يبدو أن العشيرة الحقوقية، بعد فشلها في خلق الانقسام بين المسؤولين في هذا البلد، قد وصلت إلى مرحلة جديدة من اللعب، حيث تسعى لإقحام اسم الأمير العلوي كجزء من استراتيجيتها.
هذه المناورات تأتي في وقت حرج، حيث يواجه المغرب تحديات داخلية وخارجية. إن إقحام أفراد من الأسرة الملكية في صراعات حقوقية أو سياسية يمكن أن يحمل عواقب وخيمة، ليس فقط على المستوى الفردي، بل على استقرار البلاد بأكملها.
إن اللعب بالنار في هذه الساحة يفرض على الجميع اليقظة، فالتاريخ يعلمنا أن مثل هذه التكتيكات غالبًا ما تؤدي إلى عواقب غير محمودة. وفي النهاية، يبقى التساؤل: من يوقف هذا العبث؟