اكتشاف أقدم استعمال “طبي” للأعشاب في العالم بالمغرب

اكتشاف أقدم استعمال “طبي” للأعشاب في العالم بالمغرب

- ‎فيواجهة, مجتمع
IMG 5793
إكسبريس تيفي

إكسبريس تيفي: مصطفى الفيلالي 

 

أعلن المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث التابع لوزارة الشباب والثقافة والتواصل أن فريقا دوليا قد عثر على أدلة للاستعمال “الطبي” للأعشاب بمغارة الحمام بتافوغالت بمستويات أركيولوجية بعود تالريخها إلى 15 ألف سنة نشرتها المجلة المرموقة “طبيعة” (Nature).

وأوضح بلاغ للمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث أن الأعشاب المكتشفة تتمثل خاصة في نبتة تسمى “ايفيدرا’ أو “العلندى” والتي اكتشفت ثمارها في منطقة من المغارة، والتي كانت مخصصة لدفن الموتى حسب طقوس جنائزية معينة عرفت بها المجموعات البشرية للعصر الحجري القديم الأعلى والمؤرخ بالمغرب ما بين 22 و7 آلاف سنة.

وأبرز المعهد أن من بين خصائص هذه النبتة تركيبها الكميائي المساعدة في التداوي من نزلات البرد وخاصة إيقاف نزيف الدم وتخفيف الألم.

وذكر بأنه تم اكتشاف بمغارة الحمام بتافوغالت أقدم عملية جراحية في العالم وعمرها أيضا 15 ألف سنة، وما زالت آثارها بادية على جمجمة بشرية أظهرت الدراسات ٍالتئام الجرح مما يعني أن الشخص الذي أجريت له العملية قد عاش بعدها وتحمل آلامها من خلال استعمال هذا النوع من الأعشاب.

وأشار إلى أنه من المعروف أن المجموعات البشرية في تلك الفترة قد عرفت طقوسا تتمثل في خلع الأسنان (القواطع) الأمامية ربما كدليل للمرور من الطفولة إلى البلوغ، مشددا على أنه مما لا شك فيه فإن هذه العملية صاحبها نزيف دموي وآلام تم التغلب عليهم باستعمال الأعشاب.

وأضاف أن هذا النوع من النباتات قد اكتشف في مدفن يعود إلى إنسان نياندرتال ويؤرخ بحوالي 40 ألف سنة ولكن اقتصر وجوده على حبوب اللقاح والتي من المرجح أن تكون قد حملتها الرياح نظرا لصغر حجمها ولم يستعملها الإنسان.

وفيما يخص اكتشاف مغارة الحمام بتافوغالت، أوضح المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث أن وجود هذه النبتة المتمثل في ثمارها المتفحمة، تعتبر أقدم دليل على الاستعمال “الطبي” للأعشاب، مؤكدا أن هذا لا يمنع أيضا استعمالها في طقوس معينة لها ارتباط بالدفن وتدل على أن المجموعات البشرية آنذاك كانت لها معرفة دقيقة باستعمالات النباتات بشكل سابق بكثير عن العصر الحجري الحديث بأكثر من 8 آلاف سنة.

وأكد البلاغ ذاته أن مجموعة من الباحثين ساهموا في هذا الاكتشاف من المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث من خلال إسماعيل الزياني خريج المعهد وطالب بسلك الدكتوراه بجامعة لاس بالماس بإسبانيا، وعيد الجليل بوزوكار مدير المعهد والمشرف على الأبحاث بمغارة الحمام بتافوغالت، إلى جانب لويز هامفري باحثة بمتحف التاريخ الطبيعي بلندن، ونيكولاس بارطون أستاذ باحث بجامعة أكسفورد، وجاكوب موراليس أستاذ باحث بجامعة لاس بالماس بإسبانيا، إلى جانب حسن الطالبي أستاذ باحث بجامعة محمد الأول بوجدة.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *