إكسبريس تيفي/ نجيبة جلال:
منذ أيام، كشف المعهد الجيوسياسي “هورايزونز” (IGH) بشكل حصري عن وجود وساطة رفيعة المستوى بين المملكة المغربية والجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، تأتي في سياق إقليمي حساس مليء بالتحولات الجيوسياسية والأمنية. واليوم، حصلنا على تفاصيل إضافية ومثيرة من نفس المركز، تؤكد أن الوسيط في هذه المبادرة هو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وتشير المعلومات إلى أن الطلب على الوساطة جاء من الجانب الجزائري، بعد أن أعلنت فرنسا دعمها للمقترح المغربي بخصوص القضية الوطنية، وهو ما جاء قبل زيارة ماكرون الرسمية للمغرب قبل أيام. هذه الزيارة، التي حملت إشارات قوية عن تقارب في المواقف بين المغرب وفرنسا، شكلت دفعة إضافية للحديث عن مبادرات جديدة لحلحلة الأزمة المستمرة بين المغرب والجزائر.
وفي تفاصيل أكثر دقة حول هذه الوساطة، يكشف المعهد أن الجزائر قدمت مقترحًا يهدف إلى نقل البوليساريو إلى المنطقة العازلة. ولكن هذا المقترح اعتبره الخبير الاستراتيجي عبد الحكيم يمني بمثابة “فخ سياسي” يحمل مخاطر كبيرة، حيث من شأن هذا الانتقال أن يخلق فرصًا لاستفزاز الجيش المغربي من قبل عناصر مدنية. هذه السيناريوهات قد تُستغل لخلق مشاهد دعائية تصور أن القوات المغربية تهاجم مدنيين، مما قد يؤدي إلى توثرات خطيرة ويمنح البوليساريو منصة جديدة لمحاولة كسب التعاطف الدولي وتبرير وجودها.
ووفقًا لمصادر دبلوماسية رفيعة المستوى نقلها المعهد، فإن هذه المبادرة تحمل في طياتها تعقيدات كبيرة، وتعكس محاولات النظام الجزائري لإيجاد مساحات جديدة للبوليساريو في المعادلة الإقليمية، لكن بمخاطر واضحة تهدد الاستقرار وتعيد المنطقة إلى مربع التوتر.