احتضنت مدينة الحسيمة، أمس الأربعاء، الدورة الثالثة لملتقى المقاولة حول موضوع “السياحة في العصر الرقمي”، وذلك بهدف تحفيز التنمية السياحية، من خلال تبني حلول رقمية تعزز من جاذبية جهة طنجة-تطوان-الحسيمة كوجهة سياحية متميزة.
وعرف الملتقى، المنظم تحت شعار “الانتقال الرقمي من أجل تنمية سياحية مستدامة بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة” بمبادرة من الغرفة الجهوية للتجارة والصناعة والخدمات بتنسيق مع المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بالحسيمة، حضور مجموعة من المسؤولين والشخصيات المحلية والجهوية، وعدد من الخبراء والمختصين في مجالات السياحة والتكنولوجيا والتحول الرقمي.
وأكد عامل إقليم الحسيمة، حسن زيتوني، في كلمة بالمناسبة، على أهمية هذه الملتقيات الاقتصادية في تنزيل خارطة طريق السياحة، الموضوعة بتعليمات من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مشيدا بالدور الهام للملتقى في تفعيل الحوار والتنسيق بين مختلف الفاعلين والمختصين.
وشدد على الدور المحوري للرقمنة والتكنولوجيات الحديثة في تطوير القطاع السياحي وتمكينه من مواكبة التحديات المستقبلية، مبرزا ضرورة التزام الأطراف المتدخلة بالمحافظة على الموارد الطبيعية وتعزيز السياحة المستدامة بما يضمن التنمية المستدامة والشاملة.
من جهته، قدم رئيس الغرفة الجهوية للتجارة والصناعة والخدمات، عبد اللطيف أفيلال، على أهمية الملتقى في تحقيق التنمية السياحية، مستعرضا المنجزات المحققة في القطاع السياحي بالمملكة المغربية خلال السنوات الأخيرة، لاسيما نمو عدد السياح وارتفاع العائدات، بفضل المجهودات المبذولة على الصعيدين الوطني والجهوي.
وسجل أن السياحة أصبحت اليوم إحدى ركائز الاقتصاد الوطني وأهم قطاع تشغيلي واستثماري، كما أن الجهة صارت عنصرا أساسيا في هذا النمو بفضل مقوماتها السياحية المتنوعة، معتبرا أن التحول الرقمي أداة أساسية للنهوض بالقطاع السياحي بالمنطقة.
وبعد أن استعرض المؤهلات السياحية التي تزخر بها الجهة عموما، وإقليم الحسيمة على وجه الخصوص، دعا مختلف المتدخلين إلى ضرورة المساهمة في بلورة استراتيجيات من شأنها إخراج القطاع من طابعه الموسمي، مبرزا أن انعقاد المناظرة الجهوية للسياحة قريبا سيمكن من الخروج بخلاصات، سترفع إلى الوزارة الوصية، من أجل تعزيز مساهمة القطاع في الاقتصاد المحلي وفي إحداث فرص الشغل وجلب الاستثمارات.
بدورها، سجلت جيهان الخطابي، في كلمة عن مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، الأهمية الكبرى للرقمنة في العصر الحالي، بالنظر لدورها الأساسي في تعزيز السياحة المستدامة.
وذكرت أن برنامج التنمية الجهوية خصص محورا هاما لهذا القطاع، يتضمن 6 رافعات استراتيجية أساسية، منها التثمين السياحي للمدن العتيقة بالجهة، وتطوير السياحة الترفيهية وسياحة الأعمال، وتعزيز الربط الجوي وتحسين خدمة المطارات، وإعداد برنامج ومخطط الترويج والتسويق السياحي للجهة، وخلق آلية دعم المقاولات السياحية بها، فضلا عن التثمين السياحي للشواطئ، مذكرة بأن المجلس صادق على 25 مشروعا في هذا الإطار، بكلفة إجمالية تقدر ب 1.6 مليار درهم، ساهم فيها المجلس بحوالي 600 مليون درهم.
أما مدير مركز الاستثمار بالحسيمة، محمد أزرقان، فقد تطرق في عرض حول “الاستثمار في القطاع السياحي بجهة طنجة تطوان الحسيمة” إلى الخصائص والمؤهلات المتنوعة والمتكاملة لإقليم الحسيمة والبنيات التحتية المتوفرة، متوقفا عند الفرص المتاحة أماما المستثمرين من أجل إطلاق مشاريع سياحية واعدة.
وتميز الملتقى بتوقيع اتفاقية شراكة بين الغرفة الجهوية للتجارة والصناعة والخدمات والمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بالحسيمة، إلى جانب تقديم مداخلات تناولت “السياحة والتكنولوجيا والتحول الرقمي”، و”دور الرقمنة والابتكار في تعزيز السياحة بالمنطقة”، و”إشكالات قطاع السياحة بالحسيمة” و”دور الجمعيات التنموية في تعزيز السياحة الإيكولوجية”.