بقلم نجيبة جلال
تحل اليوم، 18 نونبر، ذكرى عيد الاستقلال المجيد، وهي مناسبة وطنية نستحضر فيها ملحمة الكفاح الوطني التي قادها الشعب المغربي تحت راية العرش العلوي المجيد من أجل التحرر من الاستعمار وتحقيق السيادة الوطنية.
إن هذا اليوم الخالد لم يكن ليأتي لولا تضحيات جسيمة قدمها المغاربة بتلاحم قلّ نظيره بين الشعب وملكه الشرعي محمد الخامس.
لعبت الجبهة الوطنية في تلك الفترة دورًا محوريًا في توحيد صفوف المقاومة، حيث جسدت النضال الوطني في أبهى صوره. هذه الجبهة، التي جمعت بين الكفاح المسلح والترافع السياسي، نجحت في تعبئة مختلف مكونات الشعب المغربي لمواجهة الاستعمار، وفضح جرائمه أمام المنتظم الدولي. لم يكن عملها مقتصرًا على تحرير الأرض، بل امتد ليشمل الحفاظ على النسيج الاجتماعي ووحدة البلاد، مما جعلها نموذجًا يُحتذى في مواجهة التحديات الكبرى.
واليوم، ونحن نعيش أجواء هذه الذكرى العزيزة، يفرض علينا السياق الوطني والدولي التفكير بجدية في إعادة إحياء روح تلك الجبهة، بما يتلاءم مع تحديات الحاضر. فالمغرب يواجه هجمات عدائية ممنهجة، تتخذ من الإعلام والتشويه وسيلة للنيل من مكتسباته الوطنية، خاصة في ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية. هذه التحديات تتطلب منا تشكيل جبهة وطنية جديدة، تكون امتدادًا لذلك الوعي الجماعي الذي حرر البلاد من الاستعمار.
إن هذه الجبهة، في نسختها الحديثة، ستكون وسيلة لمواجهة الحملات التضليلية، والتصدي للهجمات الإعلامية التي تستهدف سيادة المغرب واستقراره. كما ستعمل على الدفاع عن المكتسبات الوطنية التي تحققت تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، سواء في مجالات التنمية أو الدبلوماسية أو الاستقرار السياسي. إن الحاجة ملحّة اليوم لتوحيد الخطاب الوطني وتكريس التلاحم بين مختلف القوى السياسية والاجتماعية والإعلامية، تمامًا كما فعل المغاربة في الماضي عندما وحدوا صفوفهم لتحرير الوطن.
عيد الاستقلال ليس فقط مناسبة للاحتفاء بتاريخنا، بل هو دعوة متجددة للوفاء لتضحيات الأجداد، والعمل على حماية الوطن من كل التحديات التي تعترض مسيرته. ونحن نستحضر أرواح الشهداء الأبرار الذين بذلوا الغالي والنفيس في سبيل هذا الوطن، نؤكد التزامنا الراسخ بالمضي قدمًا في بناء مغرب قوي وموحد، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس.
عيد استقلال سعيد، ووطن آمن بشعبه وقيادته!