إكسبريس تيفي: مصطفى الفيلالي
يحل اليوم ذكرى ميلاد صاحبة السمو الملكي، الأميرة للا حسناء. فرحتان يعيشهما الشعب المغربي اليوم بكافة أطيافه، حيث يتزامن يوم ميلاد الأميرة الجليلة، بالذكرى التاسعة والستين لعيد الاستقلال المجيد، الذي جسد أرقى معاني التلاحم بين العرش العلوي والشعب المغربي في ملحمة الكفاح للذود عن وحدة الوطن وسيادته ومقدساته. وتعتبر هذه الذكرى المجيدة محطة راسخة في تاريخ المملكة وفي وجدان كل المغاربة، لما تحمله من دلالات عميقة وقيمة رفيعة، ومناسبة لاستحضار السياق التاريخي لهذا الحدث العظيم الذي يعكس الوطنية الحقة في أسمى وأجل مظاهرها، ويجسد انتصار إرادة العرش والشعب والتحامهما الوثيق للتحرر من الاستعمار، وإرساء أسس مغرب مستقل وموحد يستشرف مستقبلا ناهضا لأبنائه.
وبهذه المناسبة العظيمة، يطفو على السطح العمل الدؤوب لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء في سبيل الارتقاء بثقافة حماية البيئة والنهوض بمكانتها وتعزيز الأدوار المجتمعية الكبرى التي تضطلع بها منذ حداثة سنها حيث أظهرت اهتماما كبيرا بمجال الحفاظ على الثروات البيئية للمملكة وانخرطت في مختلف الأنشطة الرامية إلى تحقيق هذا الهدف النبيل، وأضفت عليه طابعا مؤسساتيا في إطار مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، التي تترأسها، والتي تعنى بالمحافظة على البيئة وتربية الناشئة على المحافظة عليها.
آخر هذه الأعمال تجلى في إطار زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وحرمه ببريجيت ماكرون للمغرب بدعوة كريمة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حيث قامت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، والسيدة بريجيت ماكرون، في 29 أكتوبر بزيارة لحديقة التجارب النباتية بالرباط. وفي نفس اليوم قامت بتدشين المسرح الملكي الرباط، المشروع الهيكلي الذي يأتي لتعزيز منظومة مدينة الأنوار، عاصمة المغرب الثقافية.
وفي فاتح نونبر الجاري، أشرفت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، مرفوقة بسعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، بالدوحة، على تدشين الجناح المغربي “دار المغرب”، وهو صرح معماري يجسد الثقافة والتاريخ المغربيين تم تشييده في إطار العام الثقافي (قطر-المغرب 2024)، بالإضافة إلى زيارة معرضي”روائع الأطلس: رحلة عبر تراث المغرب” و”اكتشف: المغرب”، بمتحف الفن الإسلامي في إطار نفس الحدث الثقافي.
جهود أخرى متواصلة ميزت فترة فاصلة ما بين نونبر 2023 ونونبر 2024 بأنشطة مكثفة لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، حيث مثلت صاحبة السمو الملكي الأميرة للاحسناء، في فاتح دجنبر 2023، صاحب الجلالة الملك محمد السادس في الشق الرئاسي لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ “كوب 28” بدبي. فضلا عن زيارتها رواق “دار الإمارات العربية المتحدة للاستدامة”، ورواق المملكة المغربية بالمؤتمر الثامن والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب-28) في دبي، بالإمارات العربية المتحدة في 6 دجنبر 2024.
يومان بعد ذلك، شاركت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، بدبي، في الاجتماع السنوي الأول رفيع المستوى لمبادرة شراكة التعليم الأخضر، الذي تنظمه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، ووزارة التربية والتعليم الاماراتية، ضمن فعاليات مؤتمر الأطراف “كوب-28” وألقت هناك كلمة أكدت فيها على أهمية الاستثمار في علم التربية، في عصر التكنولوجيات الجديدة والذكاء الاصطناعي، لتحويل الأجيال الشابة إلى مواطنين عالميين ينشطون في حماية كوكبهم، وذكرت سموها بالحاجة إلى كل النوايا الحسنة لمواجهة التحديات الراهنة.
وبتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تم في 19 فبراير من السنة الجارية استقبال صاحبات السمو الملكي الأميرات للا مريم، وللا أسماء، وللا حسناء لمأدبة غداء بقصر الإليزي، بدعوة من السيدة بريجيت ماكرون. كما ترأست صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، بفاس، مجلس إدارة المؤسسة، بحضور أعضاء المجلس ، حيث صادق مجلس إدارة المؤسسة على البيانات المالية، بناء على رأي مراقب الحسابات القانوني، الذي يشهد بأن البيانات الموجزة منتظمة وصادقة وتعطي، من جميع جوانبها الهامة، صورة حقيقية ودقيقة عن نتائج العمليات للسنتين الماليتين 2022 و2023.
وخلال نفس اليوم، أشرفت الأميرة للا حسناء، على تدشين المنتزه التاريخي لحبول بمكناس، بعد خضوعه لأشغال تجديد. فضلا عن ترأسها في 24 ماي بفاس، حفل افتتاح الدورة الـ 27 لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، الذي نظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حول موضوع “شوقا لروح الأندلس”.
وفي 14 أكتوبر، ترأست صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، رئيسة مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، اجتماع مجلس إدارة المؤسسة، وذلك بحضور أعضاء المجلس. كما ترأست صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، بتاريخ 20 أكتوبر بالرباط، الجائزة الكبرى لبطولة “لونجين” العالمية للقفز على الحواجز.
وفي 24 أكتوبر، ترأست صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء وسعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، بقصر البديع بمراكش، حفل العشاء لتظاهرة “فاشن تراست أرابيا”، المنظمة في إطار السنة الثقافية قطر-المغرب 2024.
والأكيد، أن كافة هذه المبادرات والأعمال ذات الطابع البيئي والاجتماعي التي أشرفت عليها صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا حسناء على المستوى الوطني أو بالمحافل الدولية، تشكل تجسيدا للالتزام الثابت والانخراط الفعلي لسموها في مغرب يعرف دينامية متجددة على جميع الأصعدة.