مواجهة الميليشيات الرقمية وصراعات الابتزاز في المشهد الإعلامي المغربي

مواجهة الميليشيات الرقمية وصراعات الابتزاز في المشهد الإعلامي المغربي

- ‎فيواجهة
نجيبة جلال شن طن
إكسبريس تيفي

بقلم نجيبة جلال

في حلقة جديدة من برنامجها “شن طن”، تناولت الصحفية نجيبة جلال قضايا حساسة تتعلق بالإعلام الجديد والظواهر السلبية المرتبطة به، مع التركيز على ما وصفته بـ”الميليشيات الرقمية” التي أصبحت تؤثر بشكل متزايد على النقاش العام في المغرب. تحدثت جلال عن طبيعة هذه المجموعات التي تعمل بتنسيق واضح لاستهداف شخصيات ومؤسسات وطنية، مستخدمة نفس اللغة والاتهامات المتزامنة، ما يعكس عملاً ممنهجًا يستهدف زعزعة الثقة في المؤسسات وإرباك الرأي العام.

خلال الحلقة، خصصت جلال حيزًا لمناقشة قضية “الفرشة”، وهي صفحة أثارت جدلًا واسعًا بادعائها محاربة الفساد عبر تسجيلات وتدوينات أثارت تساؤلات بشأن مصداقيتها. أكدت أن إحدى التسجيلات المتعلقة برئيس النيابة العامة، والتي تم الترويج لها، قد تم اجتزاؤها عمداً لتشويه الحقيقة، مضيفة أن بناء خطاب وطني مسؤول لا يمكن أن يستند إلى تسجيلات مشبوهة أو اتهامات بلا أدلة.

وفي تعقيبها على هذه القضية، قالت جلال إننا اليوم أمام نوعين من الابتزاز: الأول يتمثل في فريق يتواصل مع عبد المجيد التونارتي، صاحب صفحة الفرشة، ويستغل صفحته لنشر محتوى تشهيري بهدف ابتزاز أشخاص. وأشارت إلى أنها لا تستطيع الجزم إن كان التونارتي على علم بذلك أو إن كان من يزوده بالمعلومات يستغله لتحقيق هذه الأغراض. أما النوع الثاني فهو فريق يدّعي محاربة صفحة الفرشة عبر استخدام التشهير ليس فقط بالتونارتي نفسه وعائلته، بل بكل من يرفض الخوض في هذه القضية سواء خوفًا من التشهير أو لأنه يعتقد أن الموضوع لا يخصه. وأوضحت أن هذا النزاع لا يختلف في طبيعته الابتزازية بين من يستغل صفحة الفرشة ومن يدعي محاربتها بطرق ملتوية.

كما وجهت الصحفية رسالة مباشرة إلى عبد المجيد التونارتي، دعته فيها إلى تحمل مسؤوليته والابتعاد عن نشر مواد تسيء للأفراد والمؤسسات، مؤكدة أن محاربة الفساد تتطلب احترام القانون والتزام المهنية. في الوقت ذاته، شددت على ضرورة رفض التشهير كأسلوب لمحاربة هذه الظاهرة، مشيرة إلى أن النضال من أجل المصداقية والعدالة لا يمكن أن يقوم على أساليب غير أخلاقية.

في جانب آخر من الحلقة، علقت جلال على قضية الصحفي حميد المهداوي، الذي تحول إلى صانع محتوى رقمي بأسلوب وصفته بالإثارة والتضليل. رغم تأكيدها أنه ليس خصمًا شخصيًا لها، أوضحت أن المهداوي وقع، من وجهة نظرها، ضحية لغروره واستغلال جهات له لتحقيق أجنداتها الخاصة. وأكدت أن انتقادها لخطابه هو جزء من واجبها المهني وليس خلافًا شخصيًا.

واختتمت جلال الحلقة بتوجيه دعوة إلى جمهورها للابتعاد عن أساليب الشتم والتشهير في النقاش العام، مؤكدة أن الصحافة ليست مجرد مهنة لنقل الأخبار، بل مسؤولية وطنية وأخلاقية تتطلب الالتزام بالدقة والمصداقية. وأشارت إلى أنها ستواصل تقديم محتوى يخدم المجتمع ويحترم القيم المهنية بعيدًا عن الإثارة والتزييف، داعية الجميع إلى تبني النقاش الحر والبناء لتعزيز ثقافة الحوار في البلاد.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *