إكسبريس تيفي: نجيبة جلال
يتوهم النظام الجزائري، الذي يواجه أزمات داخلية عميقة، أن تحريك أدواته الانفصالية في المنطقة سيؤثر على استقرار المغرب. هذا التدخل السافر، الذي يعكس محاولات فاشلة لإحياء سيناريو البوليساريو، قد انكشف بالكامل.
لقد راهن النظام الجزائري على تحريك ما أطلقوا عليه اسم “حزب الوطني الريفي” في محاولة لزرع الفتنة، مستغلاً أطرافًا تطلق شعارات انفصالية تدعي تمثيل الريف. لكن، الحقيقة التي باتت واضحة تمامًا هي أن هذه اللعبة لن تعيد سيناريو البوليساريو، الذي فشل النظام الجزائري في تسويقه على مدار عقود. ما يظنه النظام الجزائري تهديدًا للمغرب، هو في واقع الأمر ضررٌ عائدٌ عليه بنفسه، فالتدخل في الشؤون الداخلية لجيرانك ليس إلا انعكاسًا لعجزك الداخلي.
من كان يعيش في ظل تآكل شرعية نظامه، لا ينبغي له أن يطارد السراب في أراضٍ أخرى. الجزائر التي لم تستطع بناء دولة مستدامة ومستقرة على أرضها، كيف لها أن تلعب دور المُصَنِّع لجمهوريات وهمية في جيرانها؟ هذه المحاولات لن تضر إلا بمستقبل الجزائر، التي تواجه تحديات أكبر من أن تتنصل منها. وبدلاً من أن يخطط النظام الجزائري لتسويق الانفصال، كان الأولى به أن يعالج قضايا بناء الدولة في الداخل.
الرهانات التي تعقدها الجزائر على استنهاض مشاريع “جمهورية الريف”، ما هي إلا محاولة يائسة للظهور كلاعب دولي في قضية كانت قد أفلست في محيطها. حتى وإن كانت الجزائر قد نجحت في استقطاب بعض الأفراد المغرر بهم لإطلاق التصريحات الانفصالية، فإن الشعب المغربي، من الريف إلى الصحراء، لا يزال راسخًا في وحدة وطنية لا تهتز أمام محاولات التشويش. هؤلاء الذين يبيعون أنفسهم للنظام الجزائري هم مجرد أدوات، سرعان ما ستتكشف حقيقتهم أمام العالم.
السيناريو الذي كان قد لُعب مع البوليساريو، لن يتكرر، لأن وقائع التاريخ وجغرافيا الواقع لا تدعم مثل هذه التحركات. الجزائر اليوم، بعد أن فشلت في أوراقها السابقة، تحاول خلق توترات جديدة تظن أنها قد تُمكِّنها من إعادة فرض نفسها على الساحة الدولية. لكن الشعب المغربي، بوعيه وبوحدته، سيكون هو الرد الأقوى على كل هذه المحاولات التي يائسة وتفتقر إلى أي شرعية.