18 ديسمبر 2024، يوم لا يُنسى في ملحمة الدفاع عن مغربية الصحراء، حيث تلقى خصوم الوحدة الترابية صفعتين متتاليتين من شيلي ومالطا، أكدت كلتاهما دعمهما الواضح والصريح لمبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب سنة 2007 كحل سياسي عادل وواقعي لنزاع مفتعل طال أمده.
من جهة، أعلنت شيلي، على لسان وزير خارجيتها خلال زيارته الرسمية للمغرب ولقائه مع السيد ناصر بوريطة، دعمها الكامل للمسار الأممي لحل هذا النزاع، معتبرة أن مبادرة الحكم الذاتي تمثل الخيار العملي الوحيد لتسوية دائمة ومقبولة من الجميع. هذا الموقف الثابت يعكس وضوح الرؤية لدى الشركاء الدوليين الذين يدركون شرعية الحق المغربي وعدالة قضيته.
من جهة أخرى، انضمت مالطا إلى طليعة الدول الأوروبية الداعمة لخطة الحكم الذاتي، واصفة إياها بـ”الأساس الجيد” لحل نهائي. وقد تم التعبير عن هذا الموقف في بيان مشترك بين وزيري خارجية البلدين، بمناسبة الاحتفال بمرور خمسين سنة على العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وفاليتا.
هذا الزخم الدولي المتنامي، الذي يقوده جلالة الملك بحكمة وبعد نظر، رسّخ عدالة الموقف المغربي على الساحة العالمية. انضمام أكثر من 115 دولة من مختلف القارات لدعم مبادرة الحكم الذاتي، بما فيها عشرون دولة داخل الاتحاد الأوروبي، يُعدّ شهادة دامغة على نجاح المغرب في فضح أكاذيب الخصوم وكسب احترام المجتمع الدولي.
لقد أثبت المغرب مرة أخرى أن التاريخ لا يكتب بالشعارات الفارغة، بل بالعمل الدؤوب والالتزام بقيم السيادة والحوار. يوم 18 ديسمبر هو درس جديد لأولئك الذين يصرون على البقاء في هامش التاريخ. المغرب ماضٍ، ثابت الخطى، وخصومه ليس لديهم سوى حسرة على ما أضاعوا من وقت في حرب خاسرة.