في إحدى حلقاته على يوتيوب، خرج اليوتيوبر
محمد تحفة برسالة مثيرة إلى سعيد الناصيري، يدعوه فيها إلى التخلي عن هوايته المفضلة في استنساخ الأفلام الأجنبية وتحويلها إلى نسخ مشوهة لا تمت للواقع المغربي بأي صلة.
تحفة، الذي يبدو أنه، مثل كل المغاربة, ملّ من السيناريوهات السطحية التي يقدمها الناصيري، اقترح عليه هذه المرة سيناريو من واقع التحقيقات الميدانية، مستوحى من فضائح مدوية كشف عنها في منطقتي سيدي سليمان وسيدي عدي. تحقيق تحفة فضح ممارسات إجرامية أبطالها سياسيون ومحامون، وأشار إلى شبكات ابتزاز تستغل العلاقات الحميمية لإخراس الأصوات المزعجة.
لكن السخرية لم تتوقف هنا. تحفة، وكأنه يمسك بمرآة يضعها أمام وجه الناصيري، دعاه إلى تقديم عمل سينمائي يقترب من هموم المغاربة بدل اجترار سيناريوهات مستوردة “تصلح فقط ككوميديا مجانية”. ولم يكتفِ بهذا، بل اقترح أن يمنحه الناصيري دوراً في الفيلم المقبل، في خطوة ساخرة تهدف إلى تجنيب المخرج مشكلة أبدية مع ممثليه الذين طالما اشتكوا من عدم تلقيهم مستحقاتهم، وفقًا لشهادات كثيرة.
ومن باب العشم، طالب تحفة الناصيري بالابتعاد عن حلوله العبقرية في الترويج لنفسه، مثل تلك الحلقة الكارثية التي جمعته بحميد المهداوي، والتي أثمرت ما يمكن وصفه بأغرب ثنائي كوميدي إعلامي عرفه المغرب. لكن يبدو أن الناصيري ظنّ أن الظهور مع المهداوي، المعروف بأسلوبه الفجّ، سيمنحه غطاءً يبعد عنه الانتقادات الحارقة التي تلاحقه منذ ان نشرت الصحافة مستجدات تثير الكثير من الشبهات حول وفاة شخص في منتجع يملكه، قيل إنه يفتقر إلى أبسط معايير السلامة.
وإذا لم تكن تلك الكارثة كافية، فإن سجل الناصيري يتضمن أيضًا استغلاله الأخير لإبنة أخت للفنان محمد الخلفي لإخراجه من المستشفى ، رغم حالته الصحية الخطيرة ، في مشهد يليق بدراما “سعاية دولوكس”، وكل هذا لتنظيم تظاهرة للتسول تعكس مستوى لا يمكن وصفه إلا بكونه كارثي! .
تحفة، بأسلوبه اللاذع، لم يكن فقط ينتقد الناصيري، بل كان يسخر من محاولة هذا الأخير تصوير نفسه كصانع سينما ينقل هموم المغاربة، في حين أن أقرب ما وصل إليه هو إنتاجات بعيدة كل البعد عن الواقع، أشبه بتراجيديا بلا معنى.