المغاربة ماشي “بقر علال”

المغاربة ماشي “بقر علال”

- ‎فيشن طن, واجهة
عزيز غالي همم
إكسبريس تيفي

بقلم نجيبة جلال

لا يمكن لبيان “الهيئة المغربية لمساندة المعتقلين السياسيين (هِمَمْ)” إلا أن يُقرأ على أنه محاولة يائسة لتقزيم الرأي العام المغربي، وإفراغ ردود فعله الطبيعية من مضمونها، عبر وصفها بأنها “حملة منظمة” تستهدف عزيز غالي والجمعية المغربية لحقوق الإنسان. هذا الوصف لا يعدو كونه محاولة مكشوفة لتزييف الواقع وتحويل الغضب الشعبي المشروع إلى ملف سياسي يُطبخ على نار حقوقية، كما اعتادت هذه “العشيرة” أن تفعل في مناسبات سابقة.

ما أغفلته الهيئة المتضامنة مع غالي هو أن تصريحاته تجاوزت خطوطًا حمراء ليست فقط سياسية، بل رمزية ووطنية تمس مشاعر المغاربة جمعاء. فكيف يمكن تبرير الإساءة المباشرة لكرامة أمة بأكملها، وتصوير ردود فعلها وكأنها “حملة مأجورة”؟ إن الشعب المغربي، الذي تحمل أعباء الدفاع عن سيادته وكرامته على مر العصور، لا يمكن أن يتسامح مع من يعبث بقضاياه أو يشكك في ثوابته تحت أي ذريعة كانت.

اتهام الصحافة الوطنية بأنها جزء من “حملة مُنظمة” هو في حد ذاته محاولة لضرب حرية التعبير، التي يبدو أن من يدعون الدفاع عنها لا يتقبلونها إلا إذا كانت تخدم روايتهم. الصحافة الوطنية لم تقم سوى بدورها المهني في التعبير عن نبض الشارع، ونقل استياء المغاربة مما اعتبروه إساءة مباشرة إليهم، فكيف يُتهم الإعلام الوطني لمجرد أنه حمل صدى هذا الصوت الشعبي؟

هذا التوجه ليس جديدًا؛ فقد شهدنا سابقًا كيف استُعملت “الملفات الحقوقية” لتصوير بعض الشخصيات كضحايا، بينما كان الهدف الحقيقي هو التغطية على جرائم حق عام، فيها من تفاصيل ضرب الأخلاق والتعنيف ما لم نعد نحتاج لوصفه. القضايا التي تمس شرف المجتمع لا يمكن التغطية عليها بعباءة حقوق الإنسان، ولا يمكن تبريرها بأي شكل من الأشكال.

اليوم، نرى نفس السيناريو يتكرر مع غالي، الذي يدرك جيدًا أنه تجاوز حدود المقبول، ويحاول الآن الاستناد إلى “عشيرته الحقوقية” لإعادة صياغة المشهد بما يخدمه. لكن المغاربة أذكى من أن تُغلق أعينهم بهذه الطريقة المبتذلة. فهم يدركون أن ردود أفعالهم ليست مدفوعة من جهة ما، بل نابعة من قناعاتهم الراسخة، ومن إحساس عميق بضرورة الدفاع عن وطنهم وقضاياه المقدسة.

إن محاولة تسييس هذا الغضب الشعبي، وتحويله إلى “حملة منظمة” أو “تجييش”، ليست إلا تهديدًا ضمنيًا يهدف إلى إسكات الأصوات المنتقدة لعزيز غالي ومن معه. ولكن الحقيقة الواضحة هي أن الرأي العام المغربي لن يقبل أن يُهان أو يُصادر حقه في التعبير، تمامًا كما لن يقبل أن تتحول قضاياه الوطنية إلى مادة للمزايدة في سوق الحقوقيات المعلبة.

عزيز غالي ومن معه مطالبون بمراجعة أنفسهم بدل محاولة تسييس الغضب المغربي. فالمغاربة تجاوزوا منذ زمن محاولات إقناعهم بروايات مُعلبة تخدم أجندات معروفة. الحقيقة واضحة: تجاوز الخطوط الحمراء له ثمن، والرأي العام المغربي هو خط الدفاع الأول عن وطنه، ولن يسمح لأحد بالتلاعب به أو التستر على الممارسات التي تهدد منظومة القيم والأخلاق.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *