متابعة
شهدت السعودية في الأعوام الأخيرة تحولات في قطاعها الثقافي والإبداعي، عاكسة رؤية السعودية في تطوير القطاعات غير النفطية وتعزيز الهوية الثقافية، وفقا للتقرير السنوي الصادر عن وزارة الثقافة.
وفي دور السينما، شهدت المؤسسات توسعا بنسبة 5 في المئة في عدد الشاشات المتوافرة، حيث ارتفع إجمالي عدد الشاشات السينمائية ليبلغ 613 شاشة في عام 2023، مقارنة بـ581 شاشة في عام 2022.
ويعد هذا النمو دليلا على التقدم المحقق في القطاع، رغم وجود بعض المناطق التي شهدت تباطؤا في التوسع، مثل مناطق الجوف، والباحة، ونجران، التي لم تفتتح فيها دور سينما حتى نهاية ذلك العام.
وأظهر قطاع الثقافة دلائل واضحة على تعافيه من آثار جائحة كوفيد-19، محققا نسبة نمو قدرت بنحو 10 في المئة، وأسهم هذا النمو بشكل مباشر في تعزيز الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للسعودية، حيث بلغت مساهمة القطاع 35 مليار ريال سعودي (9.33 مليار دولار)، وهي تمثل نسبة 1.49 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العام.
ومن الملاحظ أن مجالات الكتب والنشر، إضافة إلى العمارة والتصميم، كانت من بين العناصر الأساسية التي أسهمت بشكل كبير في تحقيق هذا النمو، إذ شكلت مساهمتها نحو 72 في المئة من نسبة النمو المعلن عنها.
أما قطاع السياحة، فشهد ارتفاعا بارزا في عدد الرحلات الداخلية التي تتضمن أنشطة ثقافية؛ حيث بلغ عددها 21.4 مليون رحلة في عام 2023 مقارنة بـ17.3 مليون رحلة في عام 2022.
ويمثل هذا الارتفاع نسبة نمو تصل إلى 26 في المئة من إجمالي الرحلات السياحية المحلية، كما زادت معدلات مشاركة السياح في الأنشطة الثقافية بشكل لافت، ما يعكس تزايد الإقبال على مثل هذه الفعاليات الثقافية.
وفيما يتعلق بالتمويل المخصص لدعم الثقافة، فجرى الإعلان عن تجاوز ميزانية الصندوق الثقافي لعام 2023 مبلغ 212 مليون ريال. وخصص هذا المبلغ لدعم 31 مشروعا ضمن إطار برنامج تحفيز المشاريع الثقافية، حيث تنوعت هذه المشاريع لتشمل مجالات حيوية مثل التعليم والتدريب.
وشهد عام 2023 أيضا تنوعا ملحوظا في التراخيص الثقافية، إذ وصل عدد أنواع التراخيص المعتمدة إلى 36 نوعا، مقارنة بـ19 نوعا في العام السابق، كما ارتفع عدد المنشآت الثقافية المرخصة ليصل إلى 409 منشآت.
وفي سياق آخر مرتبط بمجال الذكاء الاصطناعي، تم إطلاق مجموعة من المشاريع الحديثة التي تعكس التوجه الإستراتيجي للسعودية نحو دمج التقنيات المتقدمة في القطاع الثقافي.
