إكسبريس تيفي:نادية عالمي
لم يكن يوم 20 ديسمبر 2024 يوماً عادياً في مدينة ماغديبورغ الألمانية، التي شهدت مأساة مروعة بعد أن قام رجل سعودي الجنسية، من مواليد 1974، باستئجار سيارة وتنفيذ عملية دهس استهدفت زوار سوق الميلاد. الحصيلة كانت ثقيلة: وفاة 11 شخصاً وإصابة العشرات، مع وجود حالات خطيرة مرشحة لزيادة عدد الضحايا. ورغم التحذيرات التي سبق أن وجهتها السلطات السعودية بشأن خطورة هذا الشخص، إلا أن السلطات الألمانية تعاملت مع الأمر بتهاون، معتبرة مواقفه السابقة جزءاً من حرية التعبير.
في خضم هذه الفاجعة، جاءت تدوينة الصحفي محمد مباريك لتثير النقاش حول فهم ألمانيا لمنابع التطرف وآليات التعامل معه. في تدوينته، وصف مبارك المتطرفين بأنهم “براكين راكدة قد تعود للنشاط في أي لحظة”، مشيراً إلى أن التحذيرات السعودية لم تجد أذناً صاغية لدى الألمان، مما أدى إلى وقوع هذه الكارثة.
مباريك لم يكتف بتعليق عام، بل أجرى إسقاطاً لافتاً على قضية محمد حاجب، المغربي المقيم في ألمانيا والذي يطالب بتعويض مالي كبير من المغرب. ورأى مباريك أن تطرف حاجب ليس بعيداً عن هذه الممارسات، خاصة في ظل تصاعد حالته النفسية واليأس الذي بدأ يتملك منه، حسب تعبيره. الرسالة هنا واضحة: التساهل مع الخطاب المتطرف، حتى لو بدا غير مؤذٍ في البداية، قد يؤدي إلى عواقب وخيمة.
واقعة ماغديبورغ تقدم درساً مؤلماً عن ضرورة التعامل الجاد مع التحذيرات الأمنية وتقييم المخاطر بشكل دقيق. تدوينة محمد مباريك اختتمت برسالة تحذيرية: “اللهم إني قد بلغت”. فهل تستوعب ألمانيا الدرس قبل أن تشتعل براكين أخرى؟