وجاء اختيار هذا الفيلم وعياً من اللجنة بقيمته الفنية وما يقترحه علينا من صور تبدو وكأنّها من نبعٍ مجهول. فالفيلم يروي سيرة وحياة الرحل داخل أمكنة خالية تعتبر النيازك مصدر رزق هذه العائلات التي تظلّ بشكل يومي هائمة في فراغ الطبيعة تبحث عن بعض من الشظايا التي تجود بها السماء كلّ يوم.
وقد استطاع بركة عبر هذا الفيلم أنْ يُقدّم نمطاً جديداً من الفيلم الوثائقي الذي لا يبقى حبيس التصريحات والمعارف، وإنّما يتوغّل بشكل دقيق في أحراش الأرض وفي العلاقات الإنسانية وفي وصت الطبيعة. وقد أعطى الصمت المُخيّم على مشاهد كثيرة من الفيلم بلاغة بصريّة دفعت الفيلم إلى التأثير في ذائقة المُشاهد ولفت انتباهه إلى هذه الفئة من الناس التي تعيش في الفراغ. ونظراً لقيمة الموضوع وما يطرحه من أبعادٍ اجتماعية، فقد عمل المخرج عدنان بركة أنْ يجعل من الشكل الفيلمي عبارة عن عمل وثائقي يُدين به فداحة الواقع ويرصد عبر صوره مجموعة من الشهادات اليومية للناس.
ليست المرّة الأولى التي يفوز بها عدنان بجائزة كبرى. فقد حصل الفيلم على العديد من الجوائز العالمية لدرجةٍ لا يوجد ربما مهرجان شارك فيه بركة بفيلمه « شظايا السماء » ولم يقطف فيه أيّ جائزة. وقد لفت الفيلم انتباه عدد من الناحية حول الشحنة الجمالية المتدفّقة في تضاريس الصورة السينمائية والعلاقات البصريّة التي تنسجها هذه الصور مع الخطاب الفني للفيلم.