فيديو يفضح الحقيقة وينهي مسرحية بوعشرين

فيديو يفضح الحقيقة وينهي مسرحية بوعشرين

- ‎فيواجهة, مجتمع
FB IMG 1736068255901
إكسبريس تيفي

بقلم القناص

تم تداول مقطع فيديو صادم على أحد المواقع الإباحية يوثق اعتداء توفيق بوعشرين الجنسي على إحدى ضحاياه، التي كانت تعمل كاتبة مكالمات في جريدة “أخبار اليوم”. الفيديو الذي يمتد لأكثر من 17 دقيقة ليس مجرد دليل على جريمة بشعة، بل هو شهادة دامغة تسقط آخر أقنعة الإنكار التي حاول بوعشرين الاختباء خلفها رغم أن الخبرة التقنية للدرك الملكي كانت قد أكدت صحة الفيديوهات أثناء المحاكمة. الفيديو ينهي ينهي الجدل بما لا يدع مجالاً للشك، مما يجعل أي محاولة للدفاع عنه أو التستر على أفعاله عبثاً مكشوفاً لا طائل منه. 

ما عُرض في الفيديو يتجاوز كونه فعلاً إجرامياً؛ فهو يعكس انحرافاً أخلاقياً وسلوكاً ينم عن احتقار عميق للضحايا. الطريقة التي ارتكب بها الجريمة تكشف شخصية تفتقر إلى أدنى درجات الإنسانية، وتهيمن عليها نوازع السيطرة والإذلال. وجود هذا الفيديو على موقع إباحي منذ أشهر طويلة، وخاصة أنه يوثق اعتداءً على الضحية ع.ب ، لا يعبر فقط عن انحطاط بوعشرين، بل عن استمراره في تعريض حياة الآخرين للدمار.

بوعشرين، الذي اعتاد لعب دور الضحية، لم يعد بإمكانه الاختباء خلف خطاب المظلومية. المجتمع اليوم يرى الحقيقة واضحة: رجلٌ استغل نفوذه الصحفي ليحطم حياة نساء كُنّ يعملن تحت سلطته. إن خرجاته المستفز للكذب علنا على الضحايا و تحقيرهن أو استمرار محاولاته لإنكار جرائمه يمثل تهديداً لكل امرأة قد تجد نفسها ضحية جديدة لهذا السلوك المنحرف.

تصرفات بوعشرين، كما كشفت عنها الفيديوهات، أظهرت شخصية مليئة بالتناقض. فالرجل الذي طالما حاول أن يظهر بمظهر القوي والمؤثر بدا في تلك المقاطع ضعيفاً ومهزوماً أمام رغباته المنحرفة. طريقة ممارسته للاعتداء تضمنت إشارات واضحة إلى اضطراب نفسي عميق، حيث لجأ إلى أفعال تعكس إذلالاً للضحية واحتقاراً للذات، وكأنما سعى لتعويض شعوره بالدونية عبر السيطرة على الآخر.

أمام هذه الحقائق، يبقى السؤال: هل يمتلك بوعشرين الشجاعة للاعتراف بجرائمه والاعتذار للضحايا؟ الاعتذار ليس فقط واجباً أخلاقياً، بل خطوة ضرورية لإظهار أي قدر من الندم على ما اقترفه. الضحايا لا يبحثن فقط عن عدالة القانون، بل عن اعتراف يخفف من معاناتهن ويعيد إليهن جزءاً من كرامتهن. و التعويضات التي حكمت بها المحكمة لصالحهن من شأنه جبر هذا الضرر، ومع ذلك، إن استمر بوعشرين في إنكار الحقائق والمراوغة، فإن التاريخ لن يرحمه. سيبقى اسمه مرادفاً للعار والانتهازية، وستظل قضيته درساً قاسياً لكل من يظن أن بإمكانه الإفلات من المحاسبة.

فمن يراهنون اليوم على بوعشرين في معاركهم ضد الدولة، نقول لهم إن رهانكم خاسر. الرجل الذي فضحته أفعاله قبل كلماته ليس سوى نموذج فاسد لانتهازية بلا حدود. استخدام قضيته لضرب مصداقية المؤسسات لا يعبر سوى عن عجزكم عن مواجهة الدولة بطرق شريفة ونزيهة. الدولة أقوى من أن تهتز أمام مثل هذه المحاولات البائسة، وستبقى قادرة على مواجهة التحديات وحماية كرامة مواطنيها، رجالاً ونساءً، من أمثال بوعشرين ومن يسيرون على خطاه.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *