إكسبريس تيفي: القناص
نشر سليمان الريسوني مرة أخرى تدوينة يحاول من خلالها إعادة تسويق نفسه كضحية مستهدفة وأيقونة نضال وهمية، مستعيناً بأسلوبه المعتاد في الترويج للمظلومية ومهاجمة المؤسسات بشكل غير مسؤول. وفي محاولته لتأويل العفو الملكي الذي استفاد منه، سعى إلى تقديمه كضربة موجهة لأطراف افترض أنها “بنت وجودها على بقائه في السجن”، متجاهلاً أن العفو الملكي هو قرار سيادي يعكس القيم العليا للمؤسسة الملكية، ويتجاوز الحسابات الشخصية والقراءات المغرضة.
اتهامه للأجهزة الرسمية بعدم احترام القرار الملكي يعكس جهلاً فاضحاً بطبيعة عمل هذه المؤسسات، التي تشتغل ضمن إطار واضح يحترم القانون ويهدف إلى تعزيز مصالح الوطن، وليس الانخراط في مهاترات أو سجالات شخصية. هذه الاتهامات الباطلة لا تمس بمصداقية المؤسسات بقدر ما تكشف عن نواياه الحقيقية في البحث عن صراع مفتعل يخدم أجنداته الخاصة.
أما ادعاؤه بأنه يحظى بتضامن واسع ومكانة رمزية، فهو محاولة يائسة لإضفاء شرعية رمزية على شخصه، رغم أن ما يصفه بـ”التضامن” لا يعدو كونه استغلالاً ظرفياً من بعض الأطراف التي تتقن الاستثمار في إثارة الجدل لتحقيق مكاسبها السياسية والإعلامية.
تدوينة الريسوني هي محاولة مكشوفة لإعادة صياغة صورة باهتة، لكن الرأي العام المغربي يدرك جيداً الفارق بين النضال الحقيقي والمظلومية المفتعلة. مؤسسات الدولة أسمى وأقوى من أن تتأثر بأوهام فردية، والحقيقة ستبقى راسخة مهما حاول البعض تسويق روايات مشوهة.