/ بقلم القناص :
لا تبدو سنة 2025 سنة سهلة على رموز الطوابرية، الذين طالما استغلوا منصات التواصل الاجتماعي لتشويه المؤسسات وضرب مصداقية الدولة. في خرجة مفاجئة عبر قناتها على يوتيوب، أعلنت أمل بوسعادة، المعروفة بـ”الدكتورة زانزان”، انسحابها من الساحة الافتراضية، مقدمة اعتذاراتها التي بدت محاولة لتبرئة نفسها من تداعيات مرحلة مضطربة.
في خطابها، نفت بوسعادة تعرضها لأي تهديد من المخابرات أو عبد اللطيف الحموشي أو محمد الدخيسي، مؤكدة أن قرارها بوقف نشاطها جاء بدافع شخصي تلبيةً لطلب والدتها المريضة. لكنها لم تستطع إخفاء الإشارة إلى وجود مساطر قضائية جارية قد تكون السبب الحقيقي وراء هذا القرار.
ذكرها اسم المحامي زهراش في هذا السياق لا يبدو بريئًا، خاصة أن انسحاب بوسعادة قد يكون نتيجة مباشرة للمساطر القانونية التي وضعها المحامي المذكور ضدها في ملف أثير سابقًا يكشف تورطها في الاتجار البشر و النصب و الاحتيال على شباب مغاربة بالتواطؤ مع جهات كانت تدير شبكات للتشويه والإضرار بسمعة الدولة والمؤسسات، وبوسعادة كانت واجهة لهذا المخطط الذي بدأ ينهار تحت وطأة الأدلة والإجراءات القضائية.
أعلنت بوسعادة في الفيديو أنها ستحذف جميع الفيديوهات التي نشرتها، معلنة اعتذارها العلني لكل من شتمتهم أو أساءت إليهم. لكنها في الوقت نفسه حاولت تمرير رسالة تلمح إلى أن الطوابرية لن يتوقفوا، مشيدة بشخصيات مثل توفيق بوعشرين، سليمان الريسوني، وعمر الراضي، كاشفة عن الاسماء التي يراهن عليها الطوابرية في المرحلة المقبلة..
هذه الخرجة الأخيرة لأمل بوسعادة ليست مجرد اعتذار أو إعلان انسحاب، بل هي مؤشر على انهيار بنية سرية كانت تراهن على شخصيات وأدوات لضرب استقرار الوطن. رهان هذه البنية على خطاب الفوضى والتشويه لم يعد مجديًا، خاصة بعد أن انكشفت الحقائق وأصبحت المساطر القضائية سلاحًا حاسمًا لكشف المتورطين.
انسحاب أمل بوسعادة، رغم تبريره باعتبارات شخصية، يحمل في طياته دلالات واضحة عن نهاية مرحلة من الشعبوية الفجة. الطوابرية الذين كانوا يعولون على الفوضى الإعلامية باتوا اليوم في مواجهة مباشرة مع القانون، وما اعترافات بوسعادة إلا بداية لسقوط أكبر ينتظرهم.