أكد المشاركون في الدورة التاسعة والثلاثين لليوم الوطني للمهندس المعماري، المنظمة أمس الثلاثاء بفاس، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على الدور الهام للمهندس المعماري في الانتقال نحو مجالات مستدامة ومرنة، داعين إلى اعتماد حلول مبتكرة لمواجهة التحديات المناخية.
وأوصى مهندسون معماريون وصناع قرار، في ختام هذا الحدث المنظم تحت شعار “المهندس المعماري المواطن في مواجهة التغير المناخي: إشكالية الطاقة والماء”، بضرورة استكشاف مقاربات مبتكرة للنهوض بالتدبير المستدام للموارد، وتعزيز الصمود المناخي للمجالات الحضرية.
وألحوا، في هذا الصدد، على ضرورة إدماج مبادئ إعادة الاستعمال والتدوير من أجل تدبير حضري مستدام، واعتماد تخطيط وتهيئة حضرية تتلاءم مع التغيرات المناخية، لاسيما الجفاف والفيضانات، واعتماد حلول مستدامة لتخفيض البصمة الطاقية للمباني، فضلا عن تعزيز التعاون الوطني والدولي للتدبير الأمثل للموارد المائية والطاقية.
كما تم التركيز على الابتكار والممارسات الجيدة من خلال اعتماد مبادئ الاقتصاد الدائري “التقليل، وإعادة الاستخدام، والتدوير”، في التدبير الحضري للماء، وتعزيز الحلول الطبيعية (التهيئة النباتية، والبنية التحتية الخضراء) من أجل تحسين الاستدامة البيئية، وكذا التقنيات المتقدمة (أجهزة استشعار تدفق المياه وأحواض الاحتفاظ بالمياه).
وفي ما يتعلق بالتخطيط الحضري المندمج، أوصى المشاركون بإدماج المخاطر المناخية في وثائق التخطيط الاستراتيجي، وتعزيز قدرات الفاعلين للنهوض بالممارسات المستدامة، وكذا تعبئة جميع الفاعلين من أجل التدبير المرن والمستدام للموارد المائية والطاقية.
يُذكر أن هذا الحدث، الذي نظمه المجلس الوطني للهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين، بشراكة مع وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، جمع مهندسين معماريين وخبراء وصناع قرار حول موضوع يكتسي راهنية هو الطاقة والماء.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا الموعد السنوي، الذي تم إرساؤه تخليداً للخطاب التاريخي الذي ألقاه جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، يوم 14 يناير 1986 بمراكش، اندرج هذه السنة في سياق يتسم بحالة طوارئ بيئية ويركز على الدور المحوري للمهندسين المعماريين في الانتقال نحو تنمية مستدامة، مع استعراض المقاربات المبتكرة لمواجهة التحديات المتزايدة المرتبطة بالإجهاد المائي والتدبير الطاقي.
كما جمع هذا الحدث رؤساء منظمات مهنية دولية كبرى، من بينها الاتحاد الإفريقي للمهندسين المعماريين، والاتحاد المتوسطي للمهندسين المعماريين، واتحاد المهندسين المعماريين الفرنكوفونيين في إفريقيا .