اوسار أحمد _ صحفي مهني/
لطالما كان الجيشان المغربي والجزائري محط أنظار الخبراء والمحللين العسكريين، نظرًا لأهميتهما في ميزان القوى بشمال إفريقيا. ورغم التقارب الجغرافي بين البلدين، إلا أن هناك فروقات جوهرية تجعل الجيش المغربي يتفوق بشكل واضح على نظيره الجزائري. نستعرض في هذا المقال 10 أسباب أساسية وراء هذا التفوق.
1.تنوع مصادر التسليح:
اعتمد المغرب في استراتيجياته العسكرية على تنويع مصادر تسليحه، ما يمنحه استقلالية أكبر عن التأثيرات السياسية الخارجية. يتميز الجيش المغربي بتعاقداته مع دول كبرى مثل الولايات المتحدة، فرنسا، وإسرائيل، مما أتاح له الحصول على معدات عسكرية متطورة تضاهي تلك المستخدمة في أقوى الجيوش العالمية، مثل طائرات “F-16” المطورة والدبابات “أبرامز”. في المقابل، يعتمد الجيش الجزائري بشكل كبير على استيراد الأسلحة الروسية، والتي غالبًا ما تكون من طرازات قديمة ذات أداء محدود في الحروب الحديثة.
2. الصناعات العسكرية المحلية:
شهد المغرب طفرة في تطوير قدراته الصناعية العسكرية المحلية، حيث دخلت المملكة مجال تصنيع الأسلحة والذخائر والطائرات المسيّرة. في السنوات الأخيرة، أطلقت مشاريع لإنتاج الأسلحة محليًا بالتعاون مع شركات عالمية، مما يقلل الاعتماد على الاستيراد ويعزز قدرات الجيش. الجزائر، بالمقابل، تعتمد بالكامل تقريبًا على استيراد الأسلحة، ما يجعلها عرضة للتحديات السياسية والتقنية المتعلقة بمورديها.
3. التدريبات العسكرية المشتركة:
يمتلك الجيش المغربي شراكات عسكرية واسعة مع دول مثل الولايات المتحدة، فرنسا، وإسبانيا. المشاركة في تدريبات دولية كبرى مثل “الأسد الإفريقي” تمنح الجنود المغاربة خبرة ميدانية متقدمة، وتضعهم في مصاف الجيوش العالمية. الجيش الجزائري، من جانبه، يركز بشكل أكبر على التدريبات المحلية، مما يحد من احتكاكه بتكتيكات عسكرية متطورة.
4. التكنولوجيا المتقدمة في الحروب الحديثة:
أصبح الجيش المغربي يركز بشكل كبير على تحديث أسلحته باستخدام التكنولوجيا الحديثة. يشمل ذلك تطوير الطائرات بدون طيار (المسيّرات)، ونظم الدفاع الجوي، والتقنيات السيبرانية. هذه الأدوات تمنح الجيش تفوقًا استراتيجيًا في الحروب غير التقليدية. أما الجيش الجزائري، فيعاني من تأخر في مواكبة هذه التكنولوجيا.
5. عقيدة عسكرية مرنة:
يتميز الجيش المغربي بعقيدته العسكرية التي تتسم بالمرونة والقدرة على التكيف مع التحديات الإقليمية والدولية. ينخرط الجيش في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، مما يساهم في تعزيز خبراته القتالية. على النقيض، تركز الجزائر بشكل كبير على الدفاع المحلي، مع غياب الانخراط الفعال في العمليات الدولية.
6. القدرة على التحالفات الإقليمية والدولية:
يرتكز الجيش المغربي على شبكة واسعة من التحالفات العسكرية مع قوى عالمية وإقليمية. هذه التحالفات تُعزز من قوته الاستراتيجية، سواء من خلال التدريبات أو التبادل الاستخباراتي. بينما تواجه الجزائر تحديات دبلوماسية تقلل من قدرتها على بناء تحالفات عسكرية قوية.
7. التحديث المستمر للعتاد:
من أهم نقاط قوة الجيش المغربي، استراتيجيته لتحديث معداته بشكل دوري. مثال ذلك الصفقات الأخيرة لاقتناء أنظمة الدفاع الجوي الحديثة من إسرائيل، والمقاتلات الأمريكية المتطورة. على الجانب الآخر، تعتمد الجزائر على مخزون قديم من المعدات الروسية، مع صفقات جديدة لكنها لا تواكب التطور السريع في التكنولوجيا العسكرية.
8. الحضور القوي في الساحة الإفريقية:
يلعب الجيش المغربي دورًا رياديًا في إفريقيا، سواء من خلال التدريبات المشتركة أو المساعدات العسكرية. هذا الحضور يعزز من سمعة الجيش المغربي كقوة إقليمية ذات تأثير مباشر في القارة. الجزائر، رغم امتلاكها موارد هائلة، تبقى معزولة نسبيًا بسبب سياساتها الداخلية والخارجية.
9. الميزانية العسكرية المتوازنة:
رغم أن الجزائر تخصص ميزانية ضخمة للجيش (25 مليار دولار لعام 2024)، إلا أن هذه الأموال تُستخدم غالبًا في شراء الأسلحة فقط. في المقابل، يخصص المغرب ميزانيته بكفاءة، موزعًا الإنفاق بين التحديث، التدريب، والصناعات المحلية، مما يعزز الاستدامة العسكرية على المدى الطويل.
10. القيادة المحنكة والتخطيط الاستراتيجي:
يحظى الجيش المغربي بقيادة عليا ذات رؤية واضحة، تعمل على تحديث القوات المسلحة وتطويرها باستمرار. تُعرف القيادة المغربية بتخطيطها الاستراتيجي طويل الأمد، ما يعكس رؤية واضحة لتعزيز القدرات الدفاعية والهجومية. الجزائر تعاني من سيطرة بعض الجنرالات على الجيش وتحويله لبقرة حلوب لتحقيق مصالح شخصية .