صدى الكلمات.. كلهم رائعون في البداية..

صدى الكلمات.. كلهم رائعون في البداية..

- ‎فيواجهة
Capture decran 2025 01 19 205659
إكسبريس تيفي

WhatsApp Image 2025 01 19 a 20.51.44 51972ce5

بقلم خالد بركات..

لا تهتم بمن يكون رائعاً في البداية..
إهتم بمن يبقي رائعاً الا ما لا نهاية..

في البداية..يتسللون إلى قلبك برفق، وكأنهم يحملون مفاتيح الخلاص يغمرونك بفيضٍ من الكلمات المنمّقة والمشاعر المُصطنعة، فتظنّ أن وجودهم هو بداية الحياة التي كنت تبحث عنها، وكل لحظة معهم، تبدو وكأنها حلقة جديدة من الأمان الذى لم تعرفه من قبل، وكأن الزمن قبلهم كان عبثًا، لا قيمة له..
لكن مع مرور الوقت، تبدأ الألوان الزاهية في التلاشي، ويصبح الغياب رفيقهم الدائم، ويختبئون خلف أعذارٍ واهية..
وفي كل خلاف يتحولون إلى قُضاة يُحاكمونك على أخطائك الصغيرة، مُتناسين كل لحظات التسامُح التى منحتهم إياها..
تتساقط وعودهم كأوراق خريف، ويتحول الإهتمام إلى واجب ثقيل يمارسونه على مضض
ثم تأتي النهاية..بلا مُقدمات واضحة، فقط فراغ بارد، يرحلون وكأنهم لم يكونوا يومًا جزءًا من حياتك، تاركين خلفهم أصداء الوعود الزائفة وأثرًا ثقيلًا يصعب تجاوزه..

‏يقول ‎دوستويفسكي في رواية الجريمة والعقاب
” كل الذين أحبوني وأحببتهم..
كنت أنا دائماً الطرف الأكثر حُباً لهم..
أقصُد أن ورغم قدرتي الضعيفة على التعبير لكنني أُقدم أشياء صادقة، ربما لا يعرفون قيمتها إلا بعد نهاية علاقتنا..!!

هم رائعون في البداية كالجميع..
الونس، الردود الطيبة والشغف، أما عني فكُنت دائماً أبحث عما هو بعد هذه الخطوة..

فقط البدايات رائعة في كل شيء، لكن الوقت يُبرد مشاعرهم، الوقت يكشف أن اقترابهم مني كان بدافع الفضول، أو مجرد نوبات إحتياج..
فتعثروا بي لأعوضهم عن فراغات شعروا بها.

لم يحدث يوماً و وجدت من تغير لأجلي..
ومن حاول، وضَحى ليبقى بجانبي..!! ”

حقًا إنه يحدث هذا في مجتمعنا..

لا تثق كثيراً بمكانتك في قلوب الناس..
تستيقظ الناس كل يوم بمشاعر مختلفة، تتغيّر نظرتهم بإستمرار، تتقلّب عواطفهم في لحظة، قد يتخلون عنك لأتفه سبب، وقد يحبوك حين تكون بقربهم لكن ما إن تغيب عنهم يوم أو إثنان حتى تجدهم قد نسوك أو استبدلوك بآخرين..
الناس مراحل وليست بيوت، قد تطول مرحلة عن الآخرى لكنك في نهاية المطاف ستعود
إلى حيث أنت وحيداً..

‏البعض يدخل حياتك صدفة ويسكن قلبك فجأة في مكان لم يكن لائقا إلا به وكأنه قد خلق له وكان في انتظاره كل هذه السنين..

لذا..لا تعارك من أجل إنقاذ شعور، تعلم الترحيب
وتعلم الوداع وتعلم غلق الباب جيداً والإكتفاء
حقاً..سنكتفي بمن يشبهنا من أهل الوفاء والنقاء

نادرون، أولئك الذين يكونون كأشقّاء أنقياء..
وتلمس منهم الصفاء والنقاء، والصِدق والوفاء..
وتجد معهم معاني الصداقة الأصيلة، والأُخوّة النبيلة، فإن جادَت عليك أقدار الحياة الكريمة بأحدهم؛ حافِظ عليهم كما تُحافِظ على أثمَن الجواهِر والدُرَر النفيسة، فإنّهم ذُخرٌ للعُمر..

اللهم..ليسَ هناك شيء أعظم من رضاك يا الله.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *