إقحام صورة المهداوي… تشويه لرسالة النقابات العمالية

إقحام صورة المهداوي… تشويه لرسالة النقابات العمالية

- ‎فيواجهة
وقفة المهداوي وزير العدل
إكسبريس تيفي
بقلم نجيبة جلال

كان يُفترض أن تكون المسيرة التي شهدتها العاصمة الرباط يوم 19 يناير تعبيرا عن الصوت العمالي ومطالب الشغيلة بحقهم الدستوري في الإضراب، لكنها تحولت إلى مشهد عبثي أفسده خطاب الشعبوية وتوظيف رموز وقضايا لا تمت للمطلب الأساسي بصلة. رفع صور الوزير عبد اللطيف وهبي والناشط حميد المهداوي مربوطة بسلاسل ترمز إلى التكبيل، كان إسقاطًا بصريًا همجيًا أفقد المسيرة عمقها، وحوّلها إلى منصة للتشهير وتصفية الحسابات بدلًا من التركيز على قضية العمال.

ما يثير الاستغراب أن الوزير وهبي يتابع المهداوي أمام القضاء بتهم القذف والتشهير، فكيف يمكن لملفات شخصية أن تجد طريقها إلى مسيرة يُفترض أنها تدافع عن حقوق الطبقة العاملة؟ هذا الخلط العشوائي يعكس سيطرة خطاب شعبوي بات يُفرغ النضال من جوهره، ويُحوّله إلى وسيلة لتصفية الحسابات وتمرير أجندات ضيقة.

الاحتجاجات ليست منصات للاستعراض والابتذال، بل ساحات مسؤولة تتطلب نقاشًا عميقًا وهادفًا. وعندما تُستغل قضية نبيلة مثل الحق في الإضراب لترويج شعارات فوضوية أو شخصيات مثيرة للجدل، بل شخص ملياردير لا علاقة له باحتياجات الطبقة العاملة، فإن النتيجة تكون المزيد من التشويش وضياع الثقة في عدالة المطالب.

إن تشويه قضايا العمال لا يأتي من الخارج فقط، بل يتجلى أيضًا في هذه الممارسات العبثية التي تضر بالمصداقية وتُحوّل المطالب المشروعة إلى أداة للإثارة. على الفاعلين النقابيين والحقوقيين أن يتحملوا مسؤولياتهم، ويعيدوا الاعتبار للنضال الحقيقي الذي يرتكز على وضوح الرؤية واحترام ذكاء المواطنين، بعيدًا عن الشعبوية المدمرة.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *