استقبلت السنة الجديدة حدثا ثقافيا فريدا بصدور طبعة جديدة لكتاب عن الأديب المغربي سعيد حجي(1942-1912) بقلم صديقه “أبو بكر القادري” الذي أدرك مبكرا أن الوفاء للثقافة الوطنية يمر عبر الوفاء لرجالاتها. وقد عملت مؤسسة أبوبكر القادري للفكر والثقافة، في إطار استراتيجيتها بخصوص إعادة نشر التراث الفكري والثقافي والسياسي لابي بكر القادري، تعزيزا للمكتبة المغربية وإثراء لأسئلة الثقافة المغربية وديناميتها.
وفي هذا السياق، صدر الكتاب في 367 صفحة من الحجم الكبير، وهو تجميع لعملين أنجزهما الأستاذ القادري، يستكملان صورة سعيد حجي من خلال جزأين يتضمنان محاور حول حياته وصداقاته وتنوع اهتماماته ونماذج من رسائله ومقالاته وإبداعه ودوره الثقافي، ضمن مرحلة وسياق خاص، فجاء الكتاب “صفحات من تاريخ عصر اليقظة والانبعاث في المغرب الحديث من خلال نماذج مشرقة من إنتاج أحد رواد الصحافة والفكر والأدب والإصلاح في بلادنا.
في هذا الكتاب يلتقي القارئ مع أبحاث ومقالات وتعاليق وخلجات وصور قلمية كتبها سعيد حجي في العقد الثالث من هذا القرن، بعضها نشر في الصحافة المغربية، وبعضها ألقي في المؤتمرات والمحافل، وبعضها الآخر لم ينشر وبقي ضمن محفوظات وأوراق سعيد حجي عند رفيق صباه وزميل كفاحه وصفيه الأستاذ الكبير أبوبكر القادري.
وللأستاذ القادري فضل في نشر تراث سعيد حجي متوخياً بهذا الصنيع نفع أجيال اليوم والغد من حيث وضع بين أيديها صحائف من نضال قلم كان على يفاعة صاحبه من الأقلام المجاهدة الرائدة المشهود لها بالتفوق والنبوغ المبكر.
وسعيد حجي في إنتاجه المتنوع كاتب متمرس وصحافي قدير وأديب مرهف الحس سلس العبارة مشرق الديباجة يملك ناصية اللغة ويخضعها لفكره الثاقب ورأيه السديد وتحليله الذي يشهد على سعة أفقه وقدرته على اقتحام المجهول في زمن كان المغرب والعقل المغربي محاصرين من كل جانب.