أحمد أوسار/
أظهرت نتائج النسخة الثالثة من البحث الوطني حول الرابط الاجتماعي – القطب المدني، التي أعدها المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية، تحولاً مهماً في مواقف المغاربة تجاه المؤسسات الوطنية والعديد من القضايا الاجتماعية والاقتصادية، حيث أكدت النتائج على ارتفاع ملحوظ في ثقة المواطنين في المؤسسات السيادية والتعليمية، بينما سجلت تراجعاً في الثقة بالمؤسسات التمثيلية والمجتمع المدني.
وبحسب نتائج الاستطلاع، الذي شمل حوالي 6 آلاف مغربي بين دجنبر 2022 وفبراير 2023، سجلت المؤسسات السيادية 6,7 من أصل 10 نقاط، بينما حصلت المؤسسات التعليمية على 7,2 نقطة، في حين تراجعت الثقة في المجتمع المدني إلى 5 نقاط فقط. كما أظهرت النتائج أن 80% من المغاربة يعتبرون أن الناس غير جديرين بالثقة، في حين لا يرى 20% فقط إمكانية الثقة بمعظم الأشخاص.
اما على صعيد الأمن، أبدى 84,7% من المواطنين شعورا بالأمن الجيد، ما يعكس تحسنا كبيراً مقارنة بالفترات السابقة. في المقابل، اعتبر 71% من المغاربة أن الفضاء الافتراضي يشكل تهديدا للتماسك الاجتماعي، وأشار 85% إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تساهم في انتشار الأخبار الكاذبة.
أما في المجال الاقتصادي، أبدى 37% من المغاربة ثقتهم في الآفاق الاقتصادية للمملكة على المدى المتوسط، في حين تباينت الآراء بين المتفائلين والمتشائمين. كما عبر 84% من المواطنين عن قلقهم من تأثير الأزمات العالمية الحالية على المستقبل، بينما لم يتجاوز المتفائلون 16%.
وفيما يتعلق بالهوية الوطنية، أشار المغاربة إلى أن التعلق بالوحدة الترابية للمملكة هو المحدد الأول لهويتهم، يليه الانتماء للإسلام ومعرفة تاريخ المغرب. كما أظهرت النتائج تفضيل 73,5% من المواطنين تدريس اللغة العربية الفصحى، بينما أيد 5% فقط تدريس الأمازيغية كلغة رئيسية.
وفي ما يخص العقبات الاجتماعية، أشار البحث إلى أن الفقر، والظلم الاجتماعي، والرشوة، والانتهازية تشكل أبرز التحديات التي تقف أمام التعايش السلمي بين المغاربة، فيما جاء “التطرف الديني” في أسفل قائمة هذه العقبات.