احمد اوسار
في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز قدراته الدفاعية البحرية، تسعى القوات المسلحة الملكية المغربية إلى اقتناء غواصتين عسكريتين من أحدث الطرازات. هذا التوجه جاء ليعكس عزم المملكة على تعزيز أمنها البحري في ظل التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة.
التنافس بين الشركات الأوروبية الكبرى، Naval Group الفرنسية وTKMS الألمانية، أصبح محورًا رئيسيًا في هذه الصفقة. كل من الشركتين تسعى لتزويد المغرب بغواصات متطورة تلبي احتياجاته الاستراتيجية، لتُضاف إلى قدرات القوات البحرية الملكية وتعزز من قدرتها على حماية المصالح الاقتصادية والأمنية.
تُعد الغواصات من أبرز الأدوات في أي قوة بحرية حديثة، حيث توفر مزايا استراتيجية كبيرة مثل القدرة على التسلل، التحكم في المياه الإقليمية، والمراقبة الدقيقة للأنشطة البحرية المعادية. بالنظر إلى الموقع الاستراتيجي للمغرب الذي يطل على المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، فإن تعزيز القوة البحرية أصبح أمرًا ضروريًا لحماية سواحله وضمان أمن طرق التجارة الحيوية.
Naval Group الفرنسية تقدم للمغرب غواصات Scorpène، التي تتميز بتقنيات متطورة في التخفي، مما يجعلها قادرة على العمل بكفاءة عالية في بيئات بحرية معقدة. هذه الغواصات تتمتع أيضًا بقدرة مناورة عالية وقدرة على الصمت، ما يعزز من فعالية عمليات المراقبة والردع. من جهة أخرى، TKMS الألمانية تعرض غواصات Dolphin، التي تتميز بأنظمة قتالية متقدمة تسمح بالاستجابة السريعة للتهديدات. كما تتمتع هذه الغواصات بمرونة كبيرة في إطلاق الأسلحة، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للتعامل مع التهديدات المتنوعة في البحر.
هذه الصفقة تأتي في إطار رؤية المغرب لتعزيز أمنه البحري، خاصة في ظل المبادرة الطريق الأطلسي، التي تهدف إلى تأمين مصالح المملكة الاقتصادية والاستراتيجية في المنطقة. الغواصات الحديثة ستُساهم بشكل كبير في تعزيز قدرة البحرية المغربية على حماية سواحلها وضمان الاستقرار في المياه الإقليمية، في ظل التهديدات البحرية المتزايدة.
وفي ظل هذه المنافسة الشديدة بين الشركات الأوروبية، يواجه المغرب فرصة تاريخية لتعزيز قدراته العسكرية البحرية. اختيار الغواصات الأكثر تطورًا سيمكن المغرب من تحسين قدرته على التصدي للتحديات البحرية المستقبلية وضمان أمنه في مواجهة التهديدات المحتملة.