أوسار أحمد/
دور الإعلام في حماية الأمن القومي المغربي قضية محورية في ظل التحولات الرقمية والتهديدات المتزايدة، وما أثارته الصحفية نجيبة جلال في برنامج “حديث الكنبة” ليس مجرد نقاش عابر، بل تحذير جاد حول أهمية الإعلام في ضمان استقرار الوطن في عصر مليء بالتحديات.
الإعلام المغربي اليوم لا ينبغي أن يقتصر على نقل الأخبار وتغطية الأحداث، بل يجب أن يكون جزءا أساسياً من استراتيجية الأمن القومي.
ففي مواجهة الشائعات والتضليل، يصبح الإعلام الحصن الأول ضد الأخبار المغلوطة، حيث يقدم الحقيقة للمواطن، ويعزز الثقة بينه وبين الدولة ومؤسساتها، مما يدفع الجميع للعمل معاً لحماية الأمن الوطني.
المغرب شهد خلال السنوات الأخيرة محطات إعلامية كان من الضروري التعامل معها بحزم، لما لها من تداعيات مباشرة على الأمن القومي، من بين هذه المحطات، واقعة الهجرة الجماعية من مدينة الفنيدق نحو سبتة في مايو 2021، حيث استغل البعض الظروف الاقتصادية والاجتماعية للتحريض على موجة نزوح غير مسبوقة، ما شكل أزمة دبلوماسية وأمنية، فضعف التغطية الإعلامية الوطنية في تلك اللحظات الحرجة سمح بانتشار روايات مضللة استغلتها جهات خارجية لتشويه صورة المغرب وإظهاره كدولة عاجزة عن ضبط حدودها.
مثال آخر هو الفيديوهات التي ينشرها محمد حاجب وجيراندو، والتي تقدم معطيات مغلوطة بهدف تشويه سمعة المؤسسات الأمنية والتشكيك في استقرار البلاد. هذا النوع من المحتوى يستهدف التأثير على الرأي العام وخلق حالة من الفوضى النفسية، وهو ما يتطلب من الإعلام الوطني استراتيجيات مضادة تقوم على كشف الحقائق وتقديم رواية دقيقة تستند إلى الأدلة والبيانات الموثوقة.
شاهدت حلقة الصحفية نجيبة جلال، وحديثها عن الفرق بين الإعلام المغربي والمصري في هذا الجانب، واتفق معها في طرحها حول ضرورة تطوير الإعلام لاستراتيجياته لمواكبة التحديات الرقمية، فالسرعة والدقة في نقل المعلومات أصبحت ضرورة ملحة لتفادي التلاعب والاستغلال في أوقات الأزمات. الإعلام يجب أن يكون فضاءً مفتوحًا للمصداقية والشفافية، ليواجه أي محاولات خارجية لزعزعة الاستقرار الوطني.
الأمن القومي ليس مسؤولية الأجهزة الأمنية فقط. الإعلام جزء من هذه المعركة، وأنت، كمواطن، لك دور في المشهد. دعمك للإعلام الموثوق ومساهمتك في تعزيز رسالته يجعلانك جزءا من الجبهة الموحدة التي تحمي الوطن من التهديدات المتنوعة