متابعة
تتابع جمعية بيت الحكمة بقلق بالغ التصعيد الخطير الذي تشهده الساحة الإعلامية الرقمية في الآونة الأخيرة، جراء الحملات التحريضية الممنهجة التي تنظمها وتديرها ميليشيات رقمية، مدفوعة بتنسيق داخلي وخارجي.
هذه الميليشيات التي تتخفى وراء شعارات “الحرية” و”الدفاع عن الحقوق”، تسعى إلى نشر الكراهية والفوضى في البلاد، من خلال خطاب مشحون بالتشكيك في مؤسسات الدولة وهدم هيبتها.
وفي هذا السياق، قالت جمعية بيت الحكمة في بلاغ صادر عنها إنها تتابع هذه الحملات التحريضية بكل استنكار، مؤكدة أن ما تشهده البلاد من تصعيد يعكس تهديدا جديا للأمن الوطني.
وأضاف البلاغ أن من أبرز تجليات هذا الخطاب المتطرف، الاعتداء الأخير على أحد رجال السلطة برتبة قائد أثناء أدائه لمهامه في إطار القانون، وهو ما يعكس مدى تأثير هذه الحملات التحريضية في إحداث الفتنة والبلبلة.
يأتي هذا الهجوم المدبر بعد سلسلة من التصريحات التحريضية التي أطلقها بعض الأفراد، مثل حميد المهداوي، الذي استمر في نشر خطاب استئصالي ضد مؤسسات الدولة، وتحريضه السافر على التحريض الشعبي، بالإضافة إلى دعوات صريحة من هشام جيراندو لعصيان مدني يهدد السلم الاجتماعي.
وبالتوازي مع هذه الدعوات التحريضية، لا يزال الإعلامي سليمان الريسوني يواصل حملته التشهيرية ضد مؤسسات الدولة ورموزها في إطار أجندة انتقامية، مما يزيد من تأجيج الأوضاع الاجتماعية والسياسية في البلاد.
وشدد البلاغ على أن هذا التحرك المنظم يمثل تهديدا جسيمًا للأمن الوطني، ويجعل من الضروري اتخاذ إجراءات حازمة وسريعة لمواجهة هذه الميليشيات الرقمية، على غرار الإجراءات المتخذة ضد القنوات المنحرفة مثل قناة “هيام ستار” التي تم إغلاقها بقرار قضائي.
وفي هذا السياق، أضاف البلاغ أن جمعية بيت الحكمة تدعو إلى اتخاذ التدابير التالية منها التدخل العاجل من قبل النيابة العامة والسلطات القضائية لإغلاق القنوات والمنصات الرقمية التي تشكل خطرا على الأمن الوطني والسلم الاجتماعي، والتي لا تختلف عن قناة “هيام ستار” التي تم إغلاقها بقرار قضائي.
وتعزيز التقنيات الحديثة والمتطورة لرصد وكشف الميليشيات الرقمية وتحديد الأطراف التي تقف وراء تمويل هذه الأنشطة التخريبية، وتنسيق الجهود بين الجهات المعنية لمكافحة هذه الظاهرة.
وفتح تحقيق عاجل وشفاف للكشف عن الجهات التي تدير وتدعم هذه الحملة التحريضية الممنهجة ضد مؤسسات الدولة، سواء كانت أطرافا داخلية أو خارجية، ومحاسبة المتورطين في هذه المؤامرات.
وأكد البلاغ في ختام بيانه أن المغرب، الذي اختار مسار الاستقرار والإصلاح والتنمية، لن يسمح لهذه الميليشيات المأجورة بتدمير ما تحقق من إنجازات. الوطن سيظل عصيا على كل محاولات التدمير والإرباك، ولن نتراجع عن مسيرة الإصلاح والبناء.