لم تهدأ بعد تداعيات الحفل الغنائي الذي أثار موجة من الانتقادات بمدينة طنجة خلال عطلة عيد الفطر، حتى وجدت المدينة نفسها في قلب جدل جديد، عقب انتشار إعلان مثير للجدل يروّج لما يسمى “حفلة جنسية جماعية”، مخصصة للبالغين فقط.
الإعلان الذي تم تداوله بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، تضمّن إيحاءات واضحة إلى طبيعة النشاط المرتقب، واصفًا إياه بـ”حفلة BDSM”، وهو نمط من اللقاءات الجنسية التي تقوم على ممارسات شاذة تنطوي على التقييد والسيطرة النفسية والجسدية، وهي ممارسات دخيلة على المجتمع المغربي وتتعارض بشكل صارخ مع القيم الدينية والأخلاقية السائدة.
وبحسب ما ورد في تفاصيل الإعلان، فإن مكان تنظيم الحفل سيظل مجهولًا، ولن يُكشف عنه إلا للراغبين في الحضور بعد التواصل المباشر مع المنظمين عبر تطبيقات محددة، كما اشترطت الجهة المنظمة عدم إدخال أي هاتف أو وسيلة تسجيل، وهو ما اعتبره كثيرون محاولة لإضفاء طابع سري وتعتيم على ما قد يجري داخل الفضاء المغلق.
وأثارت هذه المعطيات موجة واسعة من التنديد والاستنكار، خاصة من طرف عدد من الأسر بمدينة طنجة، التي عبّرت عن قلقها مما وصفته بـ”محاولات ضرب القيم المجتمعية”، داعية السلطات الأمنية والنيابة العامة إلى فتح تحقيق فوري وتحديد الجهات المسؤولة عن هذا الإعلان المثير للجدل.
واعتبر نشطاء على منصات التواصل أن الصمت إزاء مثل هذه الدعوات قد يُفهم كتساهل غير مبرر، مطالبين بتطبيق القانون ووقف ما وصفوه بـ”الانفلات الأخلاقي” الذي بدأ يطفو على السطح في عدد من الأنشطة الترفيهية بالمدينة.
ويأتي هذا الإعلان المثير للجدل في سياق تتزايد فيه الأصوات المحذرة مما تعتبره “هجمة على الثوابت والقيم الأسرية”، خاصة في ظل تكرار أنشطة يُنظر إليها على أنها تطبع مع سلوكيات غريبة عن الثقافة المغربية، تحت مبرر الانفتاح وحرية التعبير.