المغرب في مواجهة جوارٍ خبيث: بين دعم الإرهاب ونفاق حلف الكابرانات

المغرب في مواجهة جوارٍ خبيث: بين دعم الإرهاب ونفاق حلف الكابرانات

- ‎فيرأي, واجهة
Capture decran 2025 04 11 223121
إكسبريس تيفي

 

 

اوسار أحمد/

في عالمٍ يزداد تعقيداً، حيث تفرض التحالفاتُ الاستراتيجيةُ نفسَها كخيارٍ وحيدٍ للبقاء، يجد المغرب نفسَه محاصراً بجوارٍ خبيث، يختار النفاقَ والخداعَ كمنهجٍ ثابت. فبينما تُعيدُ الدولُ ترتيبَ أولوياتها لمواجهة التحديات العالمية اقتصادياً وأمنياً، من حرب أوكرانيا إلى الأزمة الاقتصادية مروراً بالتغييرات السياسية والأمنية، يُواجه المغربُ عداءً ممنهجاً من نظامين يُمارسان السياسةَ بوجهين: الجزائر بتواطئها مع الإرهاب، وتونس بانقلابها على مبادئ الدبلوماسية. فكيف يُكافَأ المغرب، الذي يُعدّ صمامَ أمانٍ إقليمياً، بهذا الجوار السرطاني؟

تونس، التي طالما اعتُبرت شريكاً للمغرب، تتحول اليوم إلى أداةٍ في لعبةٍ خطيرة. الرئيس قيس سعيد، الذي يتشدقُ بالسيادة الوطنية، يُناقضُ نفسَه عندما يفتح أبوابَ بلاده لمؤامراتٍ تمسّ الوحدةَ الترابية لدول الجوار. هل هو انهيارٌ في السياسة التونسية، أم انبطاحٌ وراء أجنداتٍ خارجيةٍ تبحث عن إضعاف المغرب؟ الأكيد أن تونس، بدل أن تكون جسراً للتعاون، اختارت أن تكون ذراعاً للاستفزاز في يد من يتربصون بالمغرب.

أما الجزائر، فالنظام العسكري الحاكم فيها يُتقن لعبةَ النفاق السياسي بإمتياز. فبينما ترفع شعاراتٍ رنانةً عن “وحدة الشعوب”، تمول وتسلح جماعاتٍ انفصاليةً وإرهابيةً في المنطقة. الأدلةُ على تورط المخابرات الجزائرية في دعم الإرهاب في الساحل الإفريقي أصبحت جليةً، من مالي إلى النيجر وبوركينا فاسو، حيث أصدرت هذه الدول بلاغاً رسمياً تتهم فيه الجزائر بدعم التنظيمات الإرهابية التي تهدد أمن واستقرار المنطقة. ليس هذا خبثاً ضد المغرب فقط، بل سياسة عدوانية عابرة للحدود.

النظام الجزائري، الذي يُنفق المليارات على شراء الذمم وتمويل الميليشيات، يُهملُ شعبَه الذي يعاني من الفقر والقمع. أيُ تناقضٍ هذا؟ دولةٌ تدّعي محاربة الإرهاب وهي أكبرُ داعمٍ له في إفريقيا.

وسط هذا الخداع، تلقى النظام الجزائري ضربةً قاضية من الولايات المتحدة. واشنطن جددت موقفها بدعم سيادة المغرب على صحرائه، وأكدت أن مقترح الحكم الذاتي هو الحل الواقعي الوحيد للنزاع. تزامناً، دعا عدد من أعضاء الكونغرس إلى تصنيف جبهة البوليساريو كتنظيم إرهابي، وهو ما يكشف حجم الانكشاف الدبلوماسي الذي يعيشه النظام الجزائري.

التحولات لم تقف عند أمريكا. فرنسا أعلنت أن مغربية الصحراء غير قابلة للنقاش، وإسبانيا تبنت نفس الموقف بوضوح. هذا الإجماع الدولي لا يأتي من فراغ، بل هو نتيجة عمل دبلوماسي محترف، تقوده رؤية ملكية واضحة بقيادة جلالة الملك محمد السادس، حيث يُبنى الموقف المغربي على الشرعية والمصداقية، لا على الشعارات والمزايدات.

المفارقة الكبرى تكمن في أن المغرب، رغم كل هذه المؤامرات، يظل حجر الزاوية في الاستقرار الإقليمي. بينما تُحول الجزائر نفسَها إلى عرّابٍ للإرهاب، وتلعب تونس دورَ الضحية والجلاد في آنٍ واحد، يواصل المغرب بناء تحالفاتٍ دوليةٍ حقيقية تعترفُ بدوره المحوري في مواجهة التطرف وضبط الأمن. لكن إلى متى سيظل المغرب يدفع ثمن خيانةِ جيرانٍ يرفضون أن يروا الحقائق كما هي؟

لقد حان الوقت لكشف الأوراق. فالتاريخ لن يرحم أنظمةً تختار النفاق أسلوباً، والإرهاب وسيلةً، والتآمر على الجوار سياسةً. المغرب قويٌ بمشروعيته وبشعبه، أما حلف الكابرانات، فمصيرهم العزلة والانهيار، ما لم يعوا أن زمن الخداع قد ولى.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *